كتاب وشعراء
بلدُ السّرعتين…بقلم محمد همزان

تموتُ الكآبةُ أو تحيى
فالنفوسُ مُقفَلةْ،
وتعتصرُ الهاماتُ
الموجِعةْ..
خمرتينِ
للعشق الطافحِ حُزنَا
وللقهرِ الدّافقِ خبزا..
ما للكيانِ، من سمتٍ
أو دواءٍ نافعٍ،
حينَ يشتدُّ الدّاءُ العضالْ،
ولا تجدُ الأصحابَ، إلا
في جمرتين..
جمرةُ هذا الأفقِ القاسي
وجمرُ عبيدِ البأسِ..
لا تقل لي، أرقعُ الصُّفرتين،
كي يبتسمَ لي النّهرُ مرتين
حين أراه من بعيدٍ،
كالدّاعي للخُطبتين،
أو حينَ أركبُهُ، للخلاص من القهرتين..
هكذا حالُ الوطن السّافلِ
سرقوهُ مرتين،
في عهدِ الطاعونِ الملعونِ
وعهد الصابونِ المعجون..
بالقبضتين..
سرُّ هذا البلد النائم
في هجعتين..
مرورُ ألفِ عامٍ على العورتين،
سقوطِ أندلسٍ في حفرتين..
بلدٌ القِوام والأمانِ
وعشُّ نهبِ القِبلتينْ..
هذا هو عرشُ العَورتين
سقوطُ الرّيع في الغرامِ
وتَصَعُّدِ النّهبِ كالغمامْ.