سكون: مُبادرة أدبية للتشجيع على الكتابة بالعربية

في عالم يفيض بالضوضاء الرقمية والمحتوى المتنوع، لا تتجاوز نسبة حضور اللغة العربية على الإنترنت 1% مقارنةً باللغات العالمية الأخرى، ويغيب الكُتّاب والمثقفون عن مشهد الكتابة في هذا الفضاء لانشغالهم بأدوارهم الرئيسية. ومن هنا جاءت سكون، مكانٌ ثالث بمثابة دعوة إلى التوقف، التأمل، والكتابة باللغة العربية.
استلهمت المنصة فكرتها من مفهوم “المكان الثالث” الذي طرحه عالِما الاجتماع راي أولدنبرغ ودوغلاس كيلنر، لتكون مساحة فكرية تتجاوز حدود البيت والعمل؛ مكانًا للتعبير الصادق، للتواصل، ولِبناء مجتمع عبر الكتابة.
تؤمن سكون بقوة الكتابة التي تبدأ من أوج الشعور الصادق وتنتهي بالسكون والسلام. وسواء كان الهدف من الكتابة: الإبداع، التشافي، أو تنظيم الأفكار، تشجّع سكون مُحبّي الكتابة من مختلف أنحاء العالم على الإمساك بالقلم والبدء من أي نقطة؛ ليس لإبهار الآخرين، بل للتعبير عن ذواتهم وتفريغ مشاعرهم.
وتقول مؤسسة سكون، الكاتبة والناشطة الثقافية لميس نبيل أبو تمام: ” الكتابة وسيلة لفهم أنفسنا ومشاعرنا، وتفريغ ما نحمله داخلنا؛ فالكلمات التي نكتبها تعيد رسم ملامحنا وتُشكّل العالم من حولنا بصورة أوضح. الكتابة شفاء، رحلة إلى الذات، تبدأ بكلمات بسيطة وتنتهي بسكون وسلام”.
وتضيف:” تمامًا كما تساعدنا القراءة على استكشاف وفهم العالم، تضيء لنا الكتابة خبايا النفس، لذلك الكتابة للجميع، وكل إنسان يخبئ قصة تستحق أن تُكتب”.
من هذه المساحة الرقمية، التي انطلقت في يناير 2025، وموشّحة بلون غصن الزيتون الأخضر الذي يرمز للسلام، ويوحي بالهدوء الداخلي من بعد فوضى، وطمأنينة من بعد صراع، تذكّرنا سكون بأهمية العودة إلى أنفسنا، مع دفتر، وفكرة، ولحظة هادئة للكتابة.