رؤي ومقالات

تشخيص…..بقلم علي السعيدي

•• تشخيص••
في عمر الستين يبدأ العمل بالتخلي عنك، وفي الخامسة والستين لن يبقى لمكتبك أو منصبك أي قيمة مهما كانت إنجازاتك.
لذلك لا تتمسك بالكرسي ولا بصورة التفوق الزائف، بل تمسك بما تبقى لك من خبرة، وعزيمة، وقدرة على العطاء.
في السبعين، المجتمع يبتعد شيئًا فشيئًا.
الأصدقاء يختفون، والزملاء القدامى لا يعودون يتذكرونك كما كنت.
لا تقل: “كنتُ كذا…” فالجيل الجديد لا يعنيه ذلك.
تمسك فقط بمن يفرحون بوجودك ويأنسون بحديثك.
في الثمانين والتسعين، حتى العائلة ستنهمك في حياتها الخاصة.
لن يبقى حولك إلا القليل: شريك حياتك، وربما بعض الأصدقاء الأوفياء الذين لم يتخلوا يومًا.
لا تلُم أبناءك، فالحياة تسرقهم كما سرقتك من آبائك من قبل.
وبعد التسعين، تبدأ الطبيعة تدعوك للرحيل.
وهنا تتجلى الحكمة: “من التراب أتيت، وإلى التراب تعود.”
💡 الخلاصة:
ما دامت صحتك وعقلك بخير، عِش حياتك!
اذهب للتجمعات، استمتع بطعامك وشرابك، العب، اضحك، وشارك الآخرين حضورك.
الأصدقاء الحقيقيون هم الثروة التي تبقى، فلا تبخل على نفسك بصداقتهم، ومجالستهم، ومشاركتهم اللحظة.
وبهذا فقط… تبقى حاضرًا في
القلوب، حتى بعد أن تغيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى