محمد عبد اللاه يكتب :لمصر لا للسيسي

تقتضي أمانة الكلمة أن أقول، تعليقا على كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأكاديمية العسكرية، إن إدخال المساعدات للفلسطينيين في غزة بالقوة لا معنى له سوى الحرب مع إسرائيل.
هذا تقدير صحيح للموقف. وأظن أنه تقدير موقف مشترك بين السيسي باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة والقيادة العامة للقوات المسلحة.
وأعتقد، كما يعتقد السيسي، أن الحذر من الحرب مع إسرائيل واجب في هذا الوقت العصيب الذي تمر به القضية الفلسطينية والمنطقة، وكذلك في ظل الدعم الأمريكي المطلق لتل أبيب بالمال والسلاح والدبلوماسية.
ليس معنى ذلك أن مصر تهرب من الحرب. لكن معناه، كما قال السيسي، أن مصر لا تريد أن تكون البادئة بها، وأن مصر تقبل الحرب إذا فرضت عليها، وأن وجوده في الأكاديمية العسكرية في تدريبات الفجر إشارة إلى ذلك.
موقف السيسي متوازن ومختلف عن موقف الرئيس الراحل أنور السادات الذي قال: “أنا مقدرش احارب أمريكا” التي كان السادات يدرك أنها وراء إسرائيل كما هي وراءها اليوم.
وموقف السيسي مختلف عن موقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي لم يقدر تبعات طرد قوات الطوارئ الدولية من سيناء وإغلاق مضيق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية قبيل حرب يونيو 67.
المعلومات المتاحة إلى اليوم تشير إلى أن عبد الناصر، القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان في واد وأن عبد الحكيم عامر، القائد العام للقوات المسلحة، كان في واد آخر، وأنهما لم يكونا على قلب رجل واحد أمام التهديدات الإسرائيلية التي كانت تتعرض لها سوريا.
إدخال المساعدات بالقوة سيصطدم بالقوات الإسرائيلية التي تقف في الجانب الآخر من معبر رفح، والتي تحتل ممر صلاح الدين بالمخالفة لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية.
وفي تقديري أن الاشتباك مع إسرائيل هو ما تتمناه، لأن الهرج المصاحب للصد والرد العسكريين قد يوفر بيئة مناسبة للتهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء.
في الختام لا دولة تدخل حربا وهي مطمئنة إلى نتيجتها. وأتصور أن حربا اليوم بين إسرائيل ومصر تنطبق عليها القاعدة. هي حرب غير مضمونة النتائج.
أكتب هذه الكلمات تأييدا لمصر قبل السيسي الذي لا أؤيد الكثير من سياساته.