قراءة نقدية ( لحكايات النجوع) على منصة اتحاد كتاب مصر
تحت رعاية د. علاء عبدالهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

الفنان التشكيلى والكاتب أبوالفتوح البرعصى
رئيس شعبة أدب البادية والتراث الشعبى باتحاد كتاب مصر.
تحت رعاية د. علاء عبدالهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب. أقامت شعبة أدب البادية والتراث الشعبى برئاسة الكاتب أبوالفتوح البرعصى الفعالية الثقافية لشهر سبتمبر 2025 تحت عنوان قراءة فى ( حكايات النجوع ) مجموعة قصصية للكاتب الصحفى والقاص عبدالستار حتيتة .
وذلك فى تمام الساعة السابعة من مساء ليلة أول أمس الخميس بمسرح النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر بحضور أعضاءالشعبةومحبى وعاشقى أدب البادية والتراث الشعبى من أعضاء الشعب واللجان . وأغلب هذه القصص مستلهمة من أجواء البادية والصحراء الغربية والمجتمع المطروحى آبان الحرب العالمية الثانية ومابعدها .
شارك فى المناقشة د. هدى عطية. استاذ النقد الادبى بجامعة عين شمس ورئيس شعبة النقد الادبى باتحاد الكتاب . والكاتب الصحفى صلاح البيلى . مدير تحرير مجلة المصور والكاتبة والإذاعية د. أحلام أبونوارة مقرر شعبة أدب البادية والتراث الشعبى وهناك العديد من المداخلات حول قراءة( حكايات النجوع ) شارك فيها من الكتاب والنقاد د. أحمد السلمى ألمحاضر بكلية الاداب قسم اللغة العربية جامعة عين شمس – الكاتب محفوظ بريك – الشاعر أسامةعيد – الكاتب ممدوح حمودة . والكاتب مجدى بكرى وآخرين وأدار المناقشة والحوار الفنان التشكيلى والكاتب / أبوالفتوح البرعصى رئيس الشعبة .
وكانت البداية مع السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية ثم رحبت د. أحلام أبونوارة مقرر الشعبة وقرأت على مسامع ضيوف المنصة والحضور السيرة الذاتية للقاص وصاحب المجموعة القصصية (حكايات النجوع ) ثم كرر البرعصى الترحيب بالجميع مهنئا الكاتب بصدور هذه المجموعة المتميزة من إبداعاته فى مجال القصة القصيرة أوالطويلة كما يسميها .
وبدأت المناقشة الناقدة د. هدى عطية وسوف نقتطف لحضراتكم البعض من دراستها النقدية والتى قدمتها بإخلاص شديد كعادتها تقدم لنا دائما الدراسة الوافية حول مايسند إليها من أعمال .
وحول حكايات النجوع إليكم أهم النقاط التى تمحورت عليها دراستها النقديةوالمناقشة :-
والتى بدات بالسؤال ،كيف لعبدالستار حتيتة أن يصنع هذا الحرث العميق فى الرواية ؟
تحويله من واقعة صغيرة إلى مشهد كبير . مع ترك الخلفية التاريخية ضاغط ثابت للسرد وكلما أستمرت فى القراءة النقدية تستدعى سؤالها كيف يقوم القاص بالحرث العميق .
فمن . خلال الناقة وتفاصيل المكان ويجمع هذا الكلى ويجعله متضمنا فى الخلفية التاريخية تعامل كقوة فيزيائية وزمن مقيم لازوردة صاخبة . كل العناصر تؤشر إلى النجاة من هذا المكان . كل العلاقات تختبر أثناء السوق والمقايضة . وفى نمط مقبرة النجع والمحاورة والمحاكاة بين المتن والهامش وحكايات النجوع ليست فى الصحراء الغربية فحسب. بل فى كل الصحراوات العربية التى تنطبق عليها تلك الأحداث من جراء المستعمر الغاشم الذى يعمل دائما على تهجير أهل المكان وهذا يحدث على مر التاريخ والحقب .
وتضيف د. هدى إدارة الزمن فى الحرث العميق والخلفية التاريخية بين أيدينا ونجد فى الراعى العبس المثل فى معرفة المكان .وتكرار العبارة ( السماء تشرق والعصافير تذقذق دلالة على وجود الدائرية فى هذه المجموعة القصصية بأن الحياة مستمرة رغم كل هذه الظروف المحيطة .
ولغة. الحس العبارات تعين الوجه المادى للمكان لغة مشهدية واضحة تماما فى قصة ( خذخذ ) المحور هنا ليس الحرب اللقطة تحرث طبقات الماضى والسرد يثبت محاور ومسرح الحدث .
المكان الفاعل :-
الخلفية التاريخية والعلامات تضبط الفعل اليومى وإدارة الزمن إبطاء اللحظة الشاى والنار امام الخيمة من طقس الضيافة وجلسات الحكى وسرد الاحداث اليومية .
المنظور راوى عليم بين العبس والضيوف حيث هناك أسئلة أخلاقية .السكينة وزجاجة الخمر لها دلالة .
بناء المفارقة والقضية أخلاقية . وجملة( خذخذ ) فى نستولوجيا باسط إعتراف مركب فى الذنب ويوظفها فى الحرث فى العمق .
وهناك إقتصاد فى شخصيات القصة ونبرة الراوى التى تدين الإدانة والاحداث وباسط هو ناصب المناصب ( الكانون ) وبراد الشاى طقس الضيافة اليومى والعبس يبقى هذه الاحداث لحكم مؤجل فى مشهد الطعن (خذ خذ) ليس أداة قتل فحسب ولكن الفعل حتى السكينة والزجاجة رغم الصداقة أزدواج الصلة والصحبة ثم القتل ودفن الدليل فى البئر مستودع الأسرار .
القصة فى مشهد واحد وتصير الذروة مستمرة والعدالة المؤجلة هو تاج الاسلوب المستهدف فى الطبيعة.
الكاتب يضئء بوعده البئر الخيمة الحصيرة النار أشياء مفصلية وتتسع الخلفية التاريخية فى إنسجام متوافق تنقذه حراسة عميقة بدلا من الافراط .
وفى النهاية نحن امام مجموعة قصصية مميزة والشىء يكشف عن ذاته والجلل من جلالته مما يضع من أسلوب الكاتب على مستوى الهدف من الكتابة وليس القصصية فقط ولابد ان تتضمن السيرة الذاتية والعملية المهنية والسياسية وعمله الصحفى جعل منه الأهتمام بالاطراف والمركز ككاتب وقاص وصحفى متحقق مهموم بقضايا الوطن .
ثم جاءت القراءة النقدية للكاتب الصحفى صلاح البيلى مدير تحرير مجلة المصور الذى رحب بالحضور موجها الشكر للصديق الفنان التشكيلى والكاتب أبوالفتوح البرعصى وأعضاء الشعبة على توجيه الدعوة لى لكى أتواجد بين هذه الكوكبة من أدباء البادية باتحاد كتاب مصر والتحية للدكتور علاء عبدالهادى والسادة أعضاء مجلس الآدارة على دورهم فى هذا المكان الراقى وكل التحية والتقدير للناقدة الأكاديمية د. هدى عطية التى أخلصت جدا فى القراءة لهذه المجموعة القصصية . وأبارك لصديقنا الكاتب الصحفى على هذه المجموعة حكايات النجوع . ودعونى أبدا القراءة وسأكون مشاكسا إلى حد ما وبالفعل بدأ من عتبات النص وقراءة الغلاف حسب النقد التقليدى أن يكون العنوان أولا ثم يأتى أسم الكاتب ولم يتفق البيلى مع الفكرة الفنية للوحة الغلاف وشكل الخيمة والجمل فقط واتفق معه البرعصى فى هذا الرأى وارجع ذلك إلى دور الذكاء الإصطناعى فى ترجمة المقصود لشكل الغلاف حيث الخيمة لاتمثل بيت البداوة ولكن فيها دلالة على انها شكل مخيمات camp .
ولم يحبذ البيلى وجود مقدمة الكاتب التى أشار فيها إلى الفروق بين القصة القصيرة والطويلة والرواية وكان من الاجدر ان تكون فى ختام المجموعة القصصية مع شرح وافى لهذا التعريف ويقوم بتوضيح الفروق بين الأنواع الثلاثة . وأضاف انه أستفاد كثيرا من هذه المجموعة القصصية التى تدور احداثها فى صحراء غرب مصر من طبرق بليبيا إلى صحراء غرب الاسكندرية التى دارت فيها أحداث الحرب العالمية الثانية وان مجتمعات البادية فى مناطق الصحراء الغربية عانت من جراء التهجير والأستعمار وقال معلومة جديدة تضاف لقاموسى المعرفى أن طائر الهدهد يطلق عليه فى البادية ( أبوعبعاب )
جغرافية المجموعة القصصية لكتابات حتيتة من الجبل الاخضر حتى الاسكندرية والعامل التاريخى و الزمنى من عام 1942 حتى بعد أكتوبر عام 1975م وكما كتب خليل قاسم (الشمندورة ) عن مجتمع الجنوب الجنوب .وكتب بهاء طاهر ( واحة الغروب ) عن المجتمع السيوى فى عمق الصحراء الغربية وهذه الكتابات والاعمال الخاصة عن المناطق المتاخمة للعاصمة والمدن فيها جانب توثيقى ودراسات أدبية . ويحسب للكاتب ان لغته فصيحة وسليمة. والخيمة وبراد الشاى والحصيرة كل هذه الأشياء فيها دلالة على طقس الضيافة وأضاف عبارة رائعة ولها عمق كنت أتمنى أن يكررها فى باقى أحداث المجموعة القصصية (الرجال يعوضون خسارتهم بالأغنام – والأغنام لايمكن أن تعوض خسارة الرجال )
ويؤكد أن كتابة حتيتة من الخارج وليست من العصب حيث ان الراوى يحكى عن ضمير الغائب . ويضيف البيلى بعد النهاية من القراءة أتوقع أن هذا المسار الزمنى والجغرافى يصلح ان تكون هذه المجموعة القصصية ( رواية ) مثل ميرامار نجيب محفوظ . وقصة خديجة. أونجع خديجة هو الباقى بعد عملية التهجير ويضيف انه من خلال القراءة ان الكاتب وقع فى خطا عندما ذكر التاريخ 1980 م وكان الافصل ان يذكر هذه العبارة على لسان أحد افراد رواة العمل . وجميل سياق الاسماء التى خصصها للمجموعات (السبخة وسادة حجرية إدريس ونجع خالد . عندما أقسموا وبوسباق) فى أحداث 1981م هذا إلى جانب قصة (مكتوبة وحكابة المهربين وعبارة الاغنأم تعوض. والرجال لاتعوض وعبارة كنا نأكل الهدهد وهو المرسول الذى يحمل النبأ.
الحقيقة نحن امام عمل جيد ويستحق القراءة بعمق وانا استفدت بشكل كبير من القراءة لهذه المجموعة القصصية ومشاركتى فى مناقشتها و نقدها .
ثم كانت قراءة الشاعر أسامة عيد والتى لخصها فى .
المجموعة القصصية حكايات النجوع والتى جاءت فى حوالى 320 صفحة تحتوى على 30 قصة قصيرة وبمجرد قراءة العنوان يذهب ذهن المتلقى إلى النجوع فى صعيد مصر وغيره من المحافظات والتراث العربى وجماله فى ليالى القمر وسيرة أبوزيد الهلالى وعنتره بن شداد والعنوان موفق جدا .
أما المقدمة فقد كتبها المؤلف من واقع خبرته فى كتابة فى كتابة القصة القصيرة ولكن وضع فيها سؤالا يحتاج إلى شرح طويل وهو أن القصة لاترتبط بشكل أوقالب محدد وفى نفس الوقت يقول إن لها قوانينها ومن هنا السؤال .ماهى قوانين القصة القصيرة ؟؟
ويضيف الشاعر اسامة عيد بخصوص الاهداء انه مختصر لكنه موفق جدا حيث يقول الكاتب ( إلى الغائبين ) وهم كثر والجملة بها إحساس بالشجن على الغائبين وترك للمتلقى أن حسب تفكيره وثقافته . يتخيل سبب الغياب .
أما صورة الغلاف جميلة جدا والصورة ليس فيها ناس بها فقط خيمة وجمل وأرض فضاء والصورة فى صحراء أوبادية أوفى حالة ترحال مستمر . وحول القصص قرأت قصتين لضيق الوقت رغم ان المجموعة كلها رائعة و بدون مجاملة .
أعجبتنى جدا واعجبنى العنوان ( وسادة حجرية )
العنوان يأخذ ذهن المتلقي . حتى آخر القراءة التى قدمها الشاعر أسامة عيد والتى نعمل على نشرها قريبا كاملة .
وكانت قراءة الإعلامية د. أحلام ابونوارة مقرر الشعبة فى البداية رحبت بضيوف المنصة والضيوف الذين حضرو خصيصا من خارج القاهرة من مطروح والاسكندرية والبحيرة وقالت انا سعيدة أنكم منحتمونى هذه الفرصة ان اجلس بين الكبار وأساطين النقد وحول مناقشة تلك النصوس للكاتب الكبير عبدالستار حتيتة وربما تكون شهادتى فى أعماله مجروحة فهو ابن جلدتنا وبيئتنا الصحراوية وقبائل أولاد على.تدور (حكايات النجع ) فى أجواء البادية وصحراء مصر الغربية آبان الحرب العالمية الثانية وفى الحقيقة كل قصة فى هذه المجموعة گأنها تدور بين نجوع البادية ولسان حال مجتمعات البادية والصحراء والأماكن الحدودية المصرية عامة وليس فى مطروح فحسب وانا من خلال القراءة وتحليل مضمون ماجادت به قريحة الكاتب ومحتوى تلك المجموعة القصصية . وعلى سبيل المثال منها قصة خديجة التى تميزت بالحبكة الدرامية الشديدة والثراء فى اللغةوتوظيف الادوار بين الشخصيات خاصة دور خديجة الإجتماعى والوطنى والإقتصادى وفى قصة (خذ خذ ) التى تميزت بالعمق الشديد حيث الإعتزاز بالوطن والإنتماء للارض ويظهر ذلك جليا فى شخصية باسط المعروف بين أقرانه بالأستهتار وعدم المبالاة وبعده عن أخلاقيات مجتمعه مماجعل جميع من حوله ينفره وعلى الرغم من ذلك رفض وبشدة حكم المستعمر فى مصير بلاده وظهر ذلك جليا عندما انتقم من الضابط الانجليزى (بكير) رفيقه فى الشرب وسهرات المذاج و قتله بانتقام .
وتدور احداث تلك المجموعة القصصية فى هذا السياق ويؤكد الكاتب على الدور الوطنى لابناء هذه المجتمعات والتى تعيش فى نجوع متفرقة ولكن تجمعهم جلسات الحكى وروح التراث والكرم والجود والدفاع عن الارض والعرض رافضين فكرة تهجيرهم من أرضهم وبيوتهم وخيامهم التى يقيمون فيها بجوار مناهل المياه والابار مستودع أسرارهم .
أما الناقد الادبى د. احمد السلمى المحاضر بكلية الاداب جامعة عبن شمس والذى قرأ تلك المجموعة وقال ان هناك هدف ومغزى من هذه المجموعة القصصية التى يظهر فيها جيدا معاناة المجتمعات التى عانت التهجير بظلم المستعمر منذ ايام الحرب العالمية الثانية ومازالت بعض البلدان العربية حتى الآن تعانى مرارة التهجير .
والكاتب محفوظ بسيونى بريك الجابوصى من بادية كفر الزيات بالغربية الذى جاء مبكرا لحضور تلك المناقشة وقدم أبيات شعرية بلهجة البادية إهداء للكاتب عبدالستار حتيتة .
وقدم الشاعر ممدوح حمودة رأية فى تلك المجموعة بأنها عمل ذات قيمة ويحتاج القراءة اكثر من مرة ولكنى محظوظ دائما بصحبة الأصدقاء فى شعبة أدب البادية موجها شكرى وتقديرى لرئيس الشعبة الكاتب أبوالفتوح البرعصى الذى وجه لى الدعوة لحضور هذه الليلة لقراءة تلك المجموعة القصصية حكايات النجوع التى تحمل عبق الصحراء .
وقبل الختام منح البرعصى الفرصة للكاتب للرد على بعض الإتتقادات القليلة التى وجهت إليه ولكنه فضل توجيه الشكر لشعبة أدب البادية والنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر ولضيوف المنصة والذين أضافوا لى بخبراتهم فى مجال النقد واستفدت كثيرا من نقدهم البناء د. هدى عطية والكاتب الصحفى صلاح البيلى وكل الحضور الكرام .
ثم كرر البرعصى الشكر للمنصة والحضور
وفى الختام قدم رئيس الشعبة شهادات تقدير ومشاركة لضيوف. المنصة تكريما لهم وأعترافا بدورهم البارز فى الفعاليات الثقافية لشعبة أدب البادية والتراث الشعبى .
على أمل أن نلتقى مع حضراتكم وقراءة جديدة لإبداعات أدباء وشعراء البادية المصرية ضمن الفعاليات الثقافية للشعبة