نصوص شعرية ….. بقلم // تيسير حيدر // لبنان

1)
الرُّوح…
الرُّعاةُ في المقلب القريب من الجبل
في الجوار غيمات تتباهى بمظلات متعتها كجميلات عارضات الأزياء
في المدى صخور تريد أن تتكلم ،أن تعبِّر عن سعادتها
الأعشاب تائهة باخضرارها
ألرعاةُ في أحلام اليقظة
سمعوا بحكاية” الراعي الكذاب “وهم الآن يتذكرون،يراجعون ماضيهم المتهم ،يتَّعظون
أنا قابعٌ في جَلِِ بهيِِ كبيت القصيد
أحلمُ بالسعادة التي تطوقني وأتذوَّق بوحَها
الرُّعاة يهشُّون على غنَمِهم بنظرات الرِّضى
الشمس تتهيأُ لبذرِ الدِّفء
وقلبي شهيٌ كالإنسان الأول يوم بهَرتهُ الرُّوح
2)
البَنَّاء…
جسدٌ مُعَلق فوق جدران البناية
الكهلُ الذي أمضى عُمره مغمورَ الجبين بالعَرَق المُر
فائضُ قَهر
كَنَملةٍفي ضِيقِ الجُحر
عيناهُ حَمامتان
الأبيضُ
جِراحٌ تعتريهِ فوق غُضونِ الوَجه
وديعٌ كَكسَّارِ الحصى المَشحونِ بالصَّبر
فؤادهُ من طحينِ الحقول
هَرب من ظُلم الريف الى ادراجِ البنايات في بيروت وحطَّ الرِّحالَ بوَجع في أزِقَّة الفقراء
يعملُ كالخِلد بأنيابهِ وأظافره وأحجارٌ تقدحُ في عينيهِ ضَنى
قاموسُ مُصطلحات الوَجَع …!
3)
حقولُ عُشاق ..
القريةُ التي تنجبُ شُعراءَ تُمسي قِدٍيسةَ القُرى
ينابيعَ صفاء
ميازيبُها نَهمُ موسيقى
أجرانُ صخورها موائدُ سعادةِ المطر
سطوحُ منازلها مرايا جمال
سروُها شفافٌ كريشةِ فنان
أفراحُها مواسمُ دبكة وأحزانها أنهارُ سلام الروح
أباريقُها مواسمُ لذّةِ الشٍفاه
رُباها عامرةُ الشغف
عيونُ أهلها جنادبُ تتقافزُ بين السنابل
شبابيكُها حقولُ عُشاق…!

تيسير حيدر_ لبنان