محمد السطوحي يكتب :خطة سيئة لايمكن رفضها!

نيتانياهو يقول إنه يدعم خطة الرئيس الأميركي لغزة لكنه فى الحقيقة لم يقبلها…
فهو يرفض الدولة الفلسطينية التى تشير إليها خطة ترامب ولو بطريقة ملتوية ومشروطة كطموح فلسطينى يمكن النظر فيه لاحقاً.
وهو يرفض أى دور للسلطة الفلسطينية مستقبلاً بما يتعارض مع البند 19 رغم مافيه من صياغة مراوغة حول إصلاحها.
والأهم انه يعطى نفسه الحق فى العودة للحرب واستكمال المهمة فى حالة رفض حماس للخطة أو حتى قبولها وعدم تنفيذها بالطريقة التى تعجبه رغم أن البند 17 من الخطة يلزم إسرائيل باستمرار الانسحاب وتسليم المناطق للقوة الدولية وليس استئناف الحرب.
هذا هو أسلوب نيتانياهو، فهو لا يريد أن يقول لا صريحة، لكنه يقول نعم تصحبها تحفظات تفرغها من مضمونها.
لكن تبقى المشكلة الأساسية مرتبطة بجدول زمنى سريع لتسليم الرهائن خلال 72 ساعة دون أى ضمانات لعدم عودة إسرائيل للحرب بعد أن تفقد حماس الورقة الوحيدة لديها، ولا أدرى كيف وافقت الدول العربية والإسلامية التى شاركت فى المفاوضات على ذلك، والحل الوحيد هو سرعة ارسال القوة الدولية/ العربية إلى غزة قبل وأثناء عملية الإفراج عن الرهائن حتى لو تطلب ذلك تمديد الفترة المطلوبة، فهذا هو الجدول الزمني الوحيد الملزم فى الاتفاقية ولا أظن تجاربنا السابقة تبعث على الثقة فى ورقة جديدة نعلم كيف سيتم التعامل معها بعد تسليم الرهائن!
هذه ليست قضية حماس، فهى قبلت بالفعل بالتخلى عن حكم القطاع، لكنها قضية مصيرية ترتبط بسياسة إسرائيلية لم تتغير بشأن التطهير العرقي لغزة والضفة الغربية. صحيح أن مايحدث من إبادة يجعل من الضرورى إبداء المرونة لكن القبول بما هو معروض دون ضمانات سيصل بنا إلى نفس النتيجة بعد تسهيل المهمة لحكومة نتنياهو.
الحل؟ لايمكن رفض الخطة فهذا مايتمناه نتنياهو لتخفيف الضغط عليه داخلياً وخارجياً، لذا يجب استخدام أسلوبه: القبول بالخطة مع طلب الضمانات والإصرار عليها!