فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :مظاهرات المغرب تتناقض مع نظرية تقول إن الممالك المستقرة في الدول العربية في مأمن

مظاهرات المغرب تتناقض مع نظرية تقول إن الممالك المستقرة في الدول العربية في مأمن من عواصف “الغضب الشعبي” وأن “الجمهوريات” وحدها هي التي تشهد ثورات وانتفاضات وربيعا وخريفا.
زلزال تونس في الربيع العربي كانت له توابعه الشديدة على الجمهوريات المجاورة.
ما يحدث في المغرب لو زاد عن الحد سيقلق الممالك الوراثية القريبة وبعضها يرتبط معها بصلات نسب أو من ذوي القربى القبائلية. الأسرة العلوية التي تحكم المغرب تبدأ بالجد المؤسس مولاي الشريف الذي تولى القيادة عام 1631 وإن كان الحكم الفعلي يبدأ بمولاي الرشيد 1666.
كل هذه العراقة في الحكم واستقراره لم تقف سدا أمام طوفان الغضب.
سيقلق آل سعود والهاشميون والمشيخات، والثروة التي تتمتع بها بلدانهم لن تكون واقية لهم من توابع سقوط نظرية “الممالك المستقرة” لأن العبرة بمدى استفادة الشعوب بثرواتها.. هل براميل النفط جعلت حياتهم أفضل أم أنها تُبدد في أشياء أخرى ويسيطر عليها أمراء الأسر الحاكمة.
لا عاصم من غضب الشعوب سوى الوفاء بمتطلباتها. لا فارق في ذلك بين الممالك والمشيخات والجمهوريات.
الفارق بين الاستقرار والغضب “شعرة معاوية”.. لكن لا يصلح التعامل معها بالشد والإرخاء، بل بتعديل بنية الحكم واقتلاع الفساد والاعتماد على الأكفاء في كل المجالات وليس أهل الثقة والواسطة.
الحل لم يعد في تحول الجمهوريات إلى “جملوكيات” وراثية وهي نظرية أستاذ الاجتماع السياسي الراحل الدكتور سعد الدين إبراهيم.. فما يحدث في المغرب جعل الكل في الهم سواء. الحل وحده الحكم الرشيد. الحاكم الموظف عند الشعب والذي يتعرض للفصل إن لم يكن كفؤا أو عجز عن إنجاز مهام الوظيفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى