جمال محمد غيطاس يكتب :ولا يزال اخينا يجردل بجردله في قضية السد والنيل والفيضان

ألا يوجد بالبلاد وسلطتها التي تسمع دبة النملة، وتمنع الهواء والنفس عمن تريد، من يتابع الأستاذ الجامعي الذي احتل الساحة عن غير جدارة، باعتباره العالم العلامة في قضية سد النهضة وفيضان النيل، ويفتي بأشياء أقرب إلي اللغوصة العلمية التي بلا ذاكرة علمية أو جيولوجية تقريبا، راكبا كل موجة تحركها فلوكة صغيرة في عرض النيل بحثا عن سمكة قرموط، وطائرا فوق كل نقطة ماء تتدفق من سد النهضة والسد العالي، ليعجن ما شاء له العجن في قضية وطنية بالغة الحساسية ترتبط بأصل الحياة في بلدنا، النيل العظيم
الرجل يتحدث وكأن النيل لم يفض ابدا من قبل، وكأن مفيض توشكي لم يفتح ابدا من قبل، وكأن موسم الفيضان اختراع لم تشهده الهضبة الاثيوبية من قبل، وكأن كل شيء في مسيرة النهر العظيم متوقفة عند تقديراته هو، وتحليلاته هو، وتصوراته هو، فدورات الفيضان لم يخلقها الخالق، والسودان لم تعرف الغرق طوال تاريخها، ونحن سنغرق الآن الآن وليس غدا، وكأن وطننا ليس به مدرسة عريقة للري، لا يزال بها عقول تعي وتفهم كيف يتصرف النهر وكيف يتعين ان يتصرف جهاز الري، ولا يعي أن لديناسد عال يديره عقول وطنيه تعمل في صمت ولا تحتاج فتاواه الغريبة، وتحذيراته الاغرب، واستنتاجاته الخرقاء المتعسفة علميا وعمليا.
صاحبنا يقدم تصورا اخرق خال من الذاكرة التاريخية للنهر وحوضه ومنابعه وسدوده، ويعجن ويفتي وينشيء وعيا خاطئا في عقول من يسمعه او يقرأ له حتي صرنا مسخرة أمام الاحباش.
ادعو كل من لديه دقيقة من وقت وذرة من عقل أن يقارن بين الهرتلة التي يقدمها صاحبنا وهو يجردل بجردلة ، ولا يدلو بدلوه، في قضية فيضان النيل هذا العام، والكلام العلمي البسيط الموزون بميزان من ذهب الذي كتبه في تواضع العلماء الأستاذ الدكتور نصر علام وزير الري الأسبق عن قضية غمر بعض من حواف النهر نتيجة التصريف المقنن المعتاد للمياه في وقت الفيضان.
من يقرأ الجردلة القادمة من الباحث عن منصب، المنافق الذي لا يسمعه من ينافقهم، والعلم البسيط العميق المكتوب بمداد التواضع والرسوخ من الدكتور نصر علام، سيدرك أن ساحقة قضية مياه النيل متروكة إعلاميا لشخص تمدد في الفراغ لا أكثر، وحان وقت مراجعته، ليلتزم تخصصه، ويترك جردله، ويعود لأسس العلم الذي تعلمه ويقف عند حدوده، فكما قلت سابقا المشرحة مملوءة جثث ومش ناقصة قتلي. اسكت بارك الله فيك