السفير أيمن زين الدين يكتب :هل تدعم الدول العربية مواقف حماس فى المفاوضات…..؟

اصعب تحدٍ يواجه الدبلوماسية المصرية والعربية التى ستشارك فى المفاوضات الجارية حول مبادرة ترمب حول غزة، هو أنهم ليتمكنوا من الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن الأمن القومى العربى، بل وأمنهم القومى كدول، عليهم أن يدافعوا عن مواقف ومطالب حركة حماس، مثلاً فيما يتعلق بضرورة انسحاب اسرائيل الكامل من قطاع غزة، ورفض اطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين قبل أن تنفذ إسرائيل أى من التزاماتها، ورفض تعيين إدارة أجنبية لقطاع غزة، بل وحتى مبدأ نزع سلاح المقاومة الفلسطينية للاحتلال قبل إنهاء حالة الاحتلال….
المشكلة أن هذه الدول حرصت، حتى الآن، على عدم تبنى مطالب حركة حماس وعلى الوقوف على مسافة منها، تفادياً لوصمة “دعم الإرهاب”، وهو ما يقيد يدها فى المفاوضات ويصعب عليها اتخاذ بعض المواقف التى تراها ضرورية…..
لكنى أرى أن الأمور اليوم لم تعد تحتمل ذلك، فالقضايا محل النقاش ونتائجها تمس أموراً جوهرية لهذه الدول، وليس لحماس فقط، كما أن ما فعلته إسرائيل، بدعم أمريكى صريح، خلال العامين الماضيين، لم يترك أى مبرر لهذا التحفظ العربى، وأن هناك مساحة كفاية لحديث صريح وجرئ مع الولايات المتحدة عن هذه القضايا، علماً بأن هذه لغة تفهمها أمريكا عموماً، وإدارة ترمب بوجه خاص، بما فى ذلك توضيح الخطوط الحمراء المنطقية والمشروعة التى لا يستطيع الجانب العربى تخطيها، ولا الضغط على حماس لتجاوزها…..
أما ترك حماس وحدها فى المفاوضات لتختار بين الرضوخ للإملاءات الأمريكية/الإسرائيلية، أو التمسك بمواقفها وتحميل مسئولية فشل المفاوضات بما لذلك من تبعات، فأمر غاية فى الخطورة، ولا يجوز الاستسلام له…..