كتاب وشعراء

في ذكرى وفاته.. أبو القاسم الشابي* : شاعر الحياة،وعاشق الوجود،وڤيتارة الطبيعة..

كتب :محمد المحسن
صلواتٍ روحانيةً تفيض بالجمال الإلهيِّ..في هيكل الحب)

“ساعيش رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمة الشماء..”
ارنو الى الشمس المضيئة هازئا السحب والأمطار واالأنواء..” ( أبو القاسم الشابي)

على أجنحة الألم والأشواق المسافرة لا يزال أبو القاسم الشابي محلقا في سماوات الإبداع،ولا تزال صوره الشعرية ترافق الأجيال ترانيم للعشاق ومنبرا للتاريخ والثورات وضفائر على جدائل الأيام.
اقتات الشعر والمرض من جسد أبي القاسم الشابي عدة سنوات،قبل أن يقعده المرض رهين فراش، وبعد أن تجسدت المأساة التي تغذي شعره وشعر الرومانسيين عموما في ذاتية طافحة،فلم يعد حديثه عن الليل والغربان ولا التشتت ولا الضياع ولا الأنياب الزرقاء للزمن،أكثر من تجسيد شعري لسطوة المرض الذي أكل بشراهة جسده النحيل الذي تناهشته الأسفار والهمة العالية والأدب المجنح.
ومع حلول العام 1934 انطفأ مشعل الشابي،فغادر الدنيا عن خمس وعشرين سنة لا أكثر،قبل أن ينسج له الشعر عباءة عُمْر لا ينقضي.
“خُلِقْتَ طَليقًا كَطَيفِ النَّسيمِ”..
شاعر الوطنية والتمرد
تعددت أقانيم القضية الأدبية عند الشابي،فرفع أيدي الثوار برايات الأمل والصبر والعزيمة،وملأ نفوس العشاق بتباريح الهوى وآلام الغربة والضياع،وعاش الذاتية والسوداوية في أحلك ما يمدها به مداد المأساة من تعابير وخيال وصور.
وقد استصرخ الشابي الإنسان ليعيد اكتشاف ذاته، ويكسر كل القيود التي تحيط بها سواء كانت قيود الاستعمار والطغيان،أو قيود العادات،أو قيود الأدب التي تشوه في نظره قسمات الإبداع الوسيمة مثل تباشير الصباح:
خُلِقْتَ طَليقًا كَطَيفِ النَّسيمِ *** وحُرًّا كَنُورِ الضُّحى في سَمَاهْ
تُغَرِّدُ كالطَّيرِ أَيْنَ انْدَفَعْتَ *** وتشدو بما شاءَ وَحْيُ الإِلهْ

وتَمْرَحُ بَيْنَ وُرودِ الصَّباحِ *** وتنعَمُ بالنُّورِ أَنَّى تَرَاهْ
وتَمْشي كما شِئْتَ بَيْنَ المروجِ *** وتَقْطُفُ وَرْدَ الرُّبى في رُبَاهْ

قد لا أجانب الصواب إذا قلت أن لاشك ان أبا القاسم الشابي من أهم الشعراء في البلاد التونسية وتعود اهمتيه الى تميز نصوصه الشعرية برقة الاحساس وجمال الصورة ورونق الايقاع وقد لاقى ديوانه «اغاني الحياة»اهتمام الكثيرين خارج تونس وخاصة في البلدان الاوروبية لان مواقفه الوطنية كانت تتميز بالجرأة كما انه من الشعراء القلائل الذين انخرطوا في الرومنطقية.وعرف معالجته لواقع بلاده منذ زمن الاستعمار وميله الى التجديد في مجال الشعر مما جعل البعض يقبلون على ترجمة اشعاره الى عدة لغات اخرها اللغة الصينية.
تجليات الطبيعة في شعر الشابي:
الطبيعة في شعر الشابي ليست مجرد تعبير عن تصور رومنطيقي ينزع به الى تقديسها باعتبارها معطى مجردا او عالما مثاليا وانما هي متعددة الابعاد وهي ابعاد تبطن موقفا من المجتمع وان جمال الطبيعة دال عل قبح الواقع ففي ديوان الشابي «اغاني الحياة» فيض من عواطف الشاعر الجياشة وأحاسيسه المتدفقة نحو وطنه وتوقه الى تغير الواقع المتردي الى واقع افضل ولكن ذلك لن يتحقق الا بالوعي وبمقاومة المستعمر الفرنسي والعملاء الذين يقفون في صفه ضد ارادة الشعب وارادة الحياة.
الوطنية في شعر الشابي او الشعر الوطني الذي جاءت به قريحة هذا الشاعر ركز فيها على الاهتمام بالشعب والسعي الى توعيته وذلك بتوجيه الخطاب اليه متخذا من عنصر الاثارة والانفعال مسلكا او طريقة لتحريك عواطف الناس واثارة مشاعرهم وحثهم على التصدي للمستعمر ومقاومته لانه كالسبب في تردي اوضاع البلاد فللشعر والشاعر رسالة مهمة اذ بفضلها يتغير الواقع المتردي الى واقع افضل.
أثر الأدب الرومانسي
كان للرومانسية صداها العميق في شعر الشابي بنسماتها الرقيقة الحالمة وتمردها الثائر فكان من الطبيعي أن يحتضن صرختها شاب مرهف الحس، مشبوب العاطفة مثل أبي القاسم الشابي الذي تعرض لأحداث و مواقف كان لها بالغ الأثر في حياته وفي شعره حبه،مرضه،موت والده،عزوف المجتمع عنه،التردي الإجتماعي والإقتصادي والسياسي لبلده،إلى غير ذلك من الأمور التي هي كفيلة بأن تهز هذا الشاعر بعنف وتجعله يعلن ثورته في شعر تطبعه الموجة الرومانسية الثائرة ويكتنفه الإحساس بالتمرد وتتحقق في هذا الشاعر جميع الصور الرومانسية بما فيها الخروج عن مألوف العصور القديمة والثورة على التقاليد الإجتماعية و الأدبية،والنقمة على الأوضاع فأثار الرومانسيين الغربيين أمثال كيتس و شيلي وردزرت واضعة في شعره ومؤثرة فيه.
تأثره بجبران خليل جبران
من المطلعات التي تركت أثرا عميقا في نفس الشابي وشعره،كانت في الناتج الأدبي المهجري وخاصة أدب “جبران خليل جبران” وتتفق أغلب الدراسات على تأثير جبران في شعر الشابي، ولكنها تقف صامتة عند تحديد مدى هذا التأثير..
لقد أشعل جبران بكتاباته أكثر من معنى في عقل الشابي إذا كان جبران ثائرا منفردا على وضع المجتمع العربي،وكان يكتب كتابات حارة لينادي من بعيد أبناء الشرق العربي و يطالبهم بالخروج من قيود التقاليد القديمة ومن استعباد أرواحهم للماضي .
وتجاوب الشابي مع هذه الدعوة الجبرانية تجاوبا قويا كان يشبه أرضا متعطشة للثورة و التغير الإجتماعي والإنساني الشامل كان جبران يقول : “بلية الأبناء إنما تأتيهم من ميراث الآباء،ومن لا يحرر نفسه من عطايا آبائه وأجداده يظل عبدا للأموات حتى يصير من الأموات”
و المعنى نفسه نجده يتكرر في نفس الشابي وأرائه إذ يقول: “و من يتطلب الحياة فليعبد غده في قلب الحياة أما من يعبد أمسه و ينسى غده هو من أبناء الموت.”
فأفكار جبران هي نفسها التي يعيشها الشابي ويحس بها فلم يكن غريبا أن يهاجر الشابي بروحه إلى أدب جبران وعالم جبران ففيه يجد نفسه على حقيقتها بينما لا يجدها في عالمه الواقعي..في تونس أنداك.
اشراقات النزعة الإنسانية الكونية في شعر الشابي:
إن شعر الشابي شعر ذو نزعة إنسانية كونية،يقوم على توظيف المعجم الطبيعي بدلالات متنوعة تنطق بروح الغضب والثورة،فيستعير صورًا طبيعية شتى في حال الهيجان والحركة (ودمدمت الريح بين الفجاج)،ويعضد ذلك إيقاع حماسي ينسلّ من بحور رصينة ذات تفعيلة واحدة شأن المتقارب في قصيدتي (إرادة الحياة..وإلى طغاة العالم) يقول الشابي:
“إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر..”
وإلى ذلك جعل الشابي من حروف الروي صوتًا يشيع ألم الشعب وتأوهه،فتصدر عنه أصوات النواح وبحة الصراخ.أليس هو القائل:
“كلما قام في البلاد خطيب،موقظ شعبه يريد صلاحه..”
وقال أيضا:
“اخمدوا صوته الإلهي بالعسف أماتوا صداحه ونواحه..”
إن هذه الأصوات مما يولد موسيقى داخلية في القصيدة تطرب المتقبل وتمتعه أيما طرب وإمتاع.
كما يجنح الشابي إلى خطاب رمزي يخلو من المباشرة في التصوير والوعظ،فإذا الحكمة آية تجربة إنسانية يخوضها بروح خياله وصميم شعوره،إنه القائل:
“ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر..”
وخلال ذلك لا يكف عن استعمال الحجج الواقعية التي تسوق القصيدة إلى الواقع دون أن يسوق الواقع إلى القصيدة.
إن تجربة الشابي ممتعة مطربة تقوم على شعرية المجاز والترميز وبلاغة الصدق ورقة المشاعر،وحسبه بذلك أن يكون شاعرًا لا خطيبًا واعظًا ولا سياسيًا خائضًا في شؤون السياسة والسياسيين.
ولم تزل قصائدُه الموجهة إلى الشعب ترانيمَ سماويةً خالدةً،وإن سكن جثمانُه القبرَ!
و«الأشواق التائهة»أحلام عُلوية مجنحة،لا تعرف القرار،يحدوها ألَقٌ ساحر،ثم تستوعبه،وتفتِّش عن عوالمَ تُرضيها،حتى إذا ما بلغتها لم تقنع بها،وراحت تبدع عوالمَ جديدةً لها،ثم لم تكتف بما أبدعته،بل أخذت روحُها الخلاقة تواصل الإبداع متممة أو ناسخة.تلك هي «الأشواق التائهة» للشاعر الخالد «أبي القاسم الشابي» الذي ولد من النور،ورضع منه،وتغنى به في هيكل الحب،صلواتٍ روحانيةً تفيض بالجمال الإلهيِّ.
ولئن لم يُعَمَّرْ في هذا الوجود فكذلك عُمرُ النور،لمحة من الأبد،وهو هو الأبد الذي لا أول له ولا آخر.يصفه المولعون العابدون ولا ينتهون،ولا يشبعون،وصفًا وتعريفًا.فلا عجب إذا تعددت الدراسات الشعرية لعبقرية «الشابي»،ومنها مجموعة الأديب التونسي الأستاذ «أبي القاسم محمد كِرُّو»،ومجموعة الأديب الحجازي الأستاذ «محمد العامر الرُّميح».
إنها لعبقرية فذة توحي بتأملات لا حصر لها،فتتولد من هذه التأملات أطياف وألوان جميلة لا يغني أحدها عن الآخر.كذلك شأننا نحن،فكلما درسنا شعر «الشابي» ودوَّنا خواطرنا فيه،ساقنا التأمل إلى الجديد من الخواطر والشواعر،وتفرعت عن نشوتنا نشوةٌ أخرى!
إن شعر «الشابي» هو شعر العبقرية والتفوق،فله قُدسية نورانية يصعب تعريفها،وسواء لدينا فجرها أو شروقها،لأنها على اختلاف منازلها تتألق بالجمال وتنم عن رسالة سامية،لو لم يقلها شعرًا لتألقت في وجهه نورًا كما تألق النور في وجه «عيسى بن مريم»!
وهنا أنوّه :
قيل إن النقد الفني يجب أن يحصر همه في الطاقة الشعرية وحدها،وكثيرًا ما دافعنا نحن عن حقها في التقدير،ومع ذلك فقد لا تتجاوز الطاقة الشعرية الضائعة طيش النيازك أو عبث الصواريخ! أما «الشابي» فقد أبى أن تحمل طاقته الشعرية الخارقة،سوى الحقائق الأزلية الخالدة،أبى ذلك بطبعه،وبتزاوج الوعي مع اللاوعي في نفسه،تزاوجًا غير مفتعل،فخلدت رسالتُه في فنه وخلد فنه في رسالته،ولم يستطع أحد من آلاف المنتشين برحيقه أن يفرق بين الطعم والجوهر،فهو وحدة شاملة،تأبى على الناقد التحليل،وتهبُ النشوة والإلهام لصائدي النغم والخيال،ولصائدي المثالية الحية على السواء:
“أيُّها الشعبُ! ليتني كنتُ حَطَّا بًا، فأَهوي على الجُذوع بفأسي..”
“ليتني كنتُ كالسُّيولِ إذا سا لتْ تهدُّ القبور رمسًا برمْسِ..”
وهنا أضيف:
لسنا ممن يسوغ بأي حال وضع النقد الموضوعي موضعًا ثانويًّا بحيث نُرضخ الحكم على الطاقة الشعرية،إلى ما عداها من الاعتبارات،في تقدير القيمة الفنية للشعر،ولسنا ممن يذهبون مذهب التشريح والتفلية،الذي يتناسى وحدة القصيد،ولسنا ممن يبخسون أي فنان قدره،لمجرد أنه ذو شخصية طالحة،لا تستحق الاحترام،ولسنا ممن يتعصب لشاعر ما،لأنه يعبر عن فلسفتنا وعواطفنا تعبيرًا أكمل،متغافلين عن قيمة الجوهر الذي يُهديه وعن كفايته الفنية الخالصة،ولسنا من عباد التعابير البراقة،والبيان المزخرف الأخاذ،ومع ذلك لا ننكر أن الفن إذا امتزج بالتسامي في سبيكة واحدة،وأن الطاقة الشعرية المحلقة إذا تشربت الإيمان الرفيع تَشَرُّبًا لا يفصم منها،وأن الفن إذا صار لسان النبوة وترجمان التسامي أو توءمه،فإن مثل هذا الفن المركب الرفيع،يكون في اعتبارنا جديرًا باعتبار أسمى،وهذه نظرة تختلف جد الاختلاف عن إرضاخ كرامة الفن أو تقديره للأهواء الذاتية،والتعصبات الشخصية،والمسائل والاعتبارات العرضية.
وأبو القاسم الشابي هو أحد أولئك الأفذاذ العالميِّي الروح،الذين لم يبهروا النقد الموضوعي فحسب، من ناحية الطاقة الفنية القوية الغنية،بل بهروا كذلك مقاييس المثالية الرفيعة من خلقية ووطنية وإنسانية،وكانت معجزتهم في الازدواج بين هذه المزايا،وفي الانسجام التام بينها،وهذا قلما يكون إلا للصفوة الموهوبين.
فهذا «أبو القاسم الشابي» الشاعر الوطني،الثائر الرائد في «تونس الجميلة» و«زئير العاصفة» منذ صباه،هو ذاته الشاعر الإنساني في «لعلعة الحق» و«الحرب»،والشاعر الوجداني في «فن الظلام» و«الزنبقة الذابلة» و«الدموع» و«أغنية الأحزان» والشاعر المتفلسف في «نظرة الحياة» و«مأتم القلب» و«الأمل والقنوط»،والمصلح الاجتماعي أيضًا،وهو كذلك الشاعر المتصوف،والعاشق المتبتل في «شكوى اليتيم» و«أيها الليل» و«أيها الحب» و«حيرة» و«جدول الحب» و«يا شعر!» وكل هذا التراث الثمين،من شعر فتى لم يبلغ العشرين.
أما بعد هذه السن فإننا نواجه «الشابي»ذاته،ولكن في نَفَسٍ أطولَ،ونضوجٍ أبلغَ،وتحليلٍ أعمقَ، وتفاعلٍ أكملَ،وتصويرٍ أشملَ،استمع مثلًا إلى قوله من قصيدته «مناجاة»:
“أنتَ يا شعرُ فلذةٌ مِنْ فؤادي تَتَغَنَّى،وقطعةٌ من وجودي
فيكَ ما في جوانحي مِن حنينٍ أبَديٍّ إلى صميم الوُجودِ
فيكَ ما في خواطري مِنْ بلاءٍ فيكَ ما في عواطفي من نشيدِ
فيكَ ما في عوالمي مِنْ ظلامٍ سرمديٍّ ومن صباح وليدِ..”
إلى آخر هذه الأبيات التي تبلغ الستة والثلاثين عدًّا،والتي تتلاحق فيها الصور تلاحقًا فنيًّا سريعًا؛ لا نعرف شاعرًا آخر أغرم به، ووفق إليه بهذه الدرجة المدهشة.
ومهما يكن من شيء فإننا نؤمن بأن «الشابي» كان ذا عبقرية فنية أصيلة في منتهى الأناقة،كما كان وطنيًّا عظيم الإخلاص متأهبًا للزعامة في بيئته
وكان هذا من أسباب ولوعنا بالشابي الذي يوصف إجمالًا بأنه الفنان المبدع المحلِّق،والإنساني النبيل والوطني الغيور المضحي،وقد حقق بمثاليته الشريفة تأميلنا في أن يكون الشاعرُ زعيمًا هاديًا بين بني قومه،إن لم يكن أيضًا زعيمًا إنسانيًّا،وفي هذه النزعة والتعبير عنها كان تجاوب «الشابي» معنا كاملًا،وكنا نعمل كجنود في فرقة واحدة.
أما ما نقترحه إلى جانب استقصاء التفاصيل للدراسة،فهو شرح شعر «الشابي» ونقده نقدًا فنيًّا مقارنًا قصيدة فقصيدة،فتنتج عن ذلك دائرة معارف أدبية لغوية فنية واسعة يخدم بها الأدب الحديث،كما تنصف به مواهب شاعرنا الخالد الذكر.
إننا لمشغوفون فخورون بتدريس شعر الشابي وأدبه وبالتحدث عن سيرته الزكية ولن نمل ذلك، ونعتقد أن القراء الكرام لن يملوا من قراءة ما كتب وما سيكتب عنه،ولو تعددت التراجم والدراسات.
ختاما أقول : ملأ الصبح الجميل أو التوق للجمال نفس الشاعر الشابي،وملأ المرض والغربة الفكرية والثقافية والنفسية والضياع الذي عاشه مع جيله نفسه سوداوية وألما،ولم تكن سنواته الخمس والعشرون،إلا أيقونات ضوء لامعة جعلته رغم رحيل الجسد لسان الشعب العربي الفصيح،ونفح طيبه الخصيب.
إنه،ثائر تونس الخضراء..وصوتها الصارخ..

محمد المحسن

* أبو القاسم محمد الشَّابِّي الهذلي الملقب بشاعر الخضراء (24 فيفري 1909-9 أكتوبر 1934) شاعر عربي تونسي من العصر الحديث ولد في قرية الشَّابِة في ولاية توزر.
يعدّ من أبرز روّاد الأدب العربيّ،والأدب التّونسيّ على وجه التحديد،يتميّز شعره في تلمُّسه للأثر الأندلُسيّ،بالإضافة إلى اتّباعه نهجاً قديماً في الشِّعر،وهو إيراد الجُمل المُتوازية،فكان سبباً في إعادة إحياء هذا النّمظ في التُّراث العربيّ،كذلك تمتّع الشّابيّ بالموهبة التي انعكست في شِعره المليء بالمشاعر والخيال المُصاحب للصّور الفنيّة الغنيّة،والفريدة من نوعها،ويجب التّنويه إلى أنّه نقل الجانب الإنسانيّ الذي يحمله،وحبّه للحياة وعشقه لوطنه الكبير من خِلال أدبه،فما كان شِعره إلّا وسيلةً ينقل بها أحزان بلاده ومُشكلاته،كما لم يخلُ شِعره من الجانب المُشرق الذي يدفع لحبّ الحياة والإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى