معانقة فراشة أو ظل حجرة ……بقلم مصطفي المحبوب

أشكو من صداع غريب ،
أمر بسيط يحدث معي
كلما تذكرت أني نسيت موقدي مشتعلا ،
الأمر لا يتعلق بأكل جميل
أو شعور أهل الحي بالحزن لانقطاع الكهرباء
أو الاستياء من غلاء أسعار الفواكه والخمور …
لا أخشى تأخر الصيف هذه المرة ،
أو تأخر عربات المساعدة التي تقدم لأبناء الحي ،
أو منع التلاميذ اليتامى من تناول
وجبات الغذاء بالمطعم المدرسي ..
تعودت كثيرا على هذه المفاجآت ،
تدربت على أشكال الإحتيال وأنا صغير ،
دربت جسدي على النوم فوق الحجارة
أما الحزن والمآتم فجاءتني بلا أجنحة
صنعتْ أعشاشا بالقرب من مطابخي ،
بدأتْ ترافقني لأسواق الحي ،
لاختيار الخضروات
المناسبة لأذواقها حينما تنهض من النوم ،
أكثر من هذا بدأت تثقن لغة الحرفيين
والحراس وبائعي الشاي والأكلات الشعبية ..
لم أغادر ساحات الرقص إلا مرغما ، بدأت أفكر
في جمع حجارة نافعة ،
في لغة غليضة وثقيلة أبعثها لأصدقائي هناك
كي يصيبوا عدوهم بهدوء ،
لغة كلما وضعوها وسط خلاط انفجرت
مدن الخيانة وتقارير ملتقيات الشعر ..
مازلت متعبا بصداع غرباء
احتلوا مطبخي، أرغموا وجباتي
على المبيت في الخلاء
حاملة مفاتيح مزودة بأرقام أجنبية،
أنا لا أتعجل وضع حزامي بعيدا عن مكانه ،
لا أفكر في الإنجاب إلا لأنني أعرف أن هذا المولود
سيحرر مطبخي من الإهانة ،
سيجعل المجازات تفكر في إنجاب بندقية
أو أشياء اخرى تشبه الحب مرة ،
ومرة أخرى
تعلمك كيف ترفع علما أو قصيدة ..
الأمر ليس بهذه السهولة ،
لأن ارتفاع السنابل تسبقه مشاوير طويلة ،
أما الجرار المكسورة فستساعدني يوما ما
على انتشال قبلة أومعانقة فراشة أو ظل حجرة ..