فيس وتويتر

إبراهيم نوار يكتب:ترامب يبحث عن الجائزة ونتنياهو يبحث عن الكرسي

من الواضح أن ترامب يرى تنفيذ جوانب خطته وفقا لبوصلة أوسع من تلك التي يرى بها نتنياهو. ترامب قال: «الأمر لا يتعلق بغزة فحسب، بل يتعلق بالسلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط»، هكذا كتب ترامب على موقع «تروث سوشيال» المملوك له. بوصلة ترامب هنا أوسع من بوصلة نتنياهو، الذي جعل إنهاء وجود حماس تماما، المعيار الأول لتقييم الخطة. ويعلم ترامب تماما، بمنطق براغماتي، أنه لا نهاية عسكرية للحرب على عكس ما يعتقد نتنياهو.
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه بحثا عن إجابة هو: هل الوضع الحالي مجرد هدنة مؤقتة أم سلام دائم؟ الحقيقة أن الوضع يبدو أكثر تعقيدا من ذلك، ولا يحتمل إجابات خطية بأحد اللونين الأبيض أو الأسود. في الحياة العملية، خصوصا في السياسة، يكون مجرى الأمور غالبا في «المسار الرمادي»، ما يستلزم صيغا ذكية تتضمن مواءمات في معظم الأحوال، ومن ثم فإن الوضع الراهن في قطاع غزة، لا يزال يحتمل مزيجا من الأعمال العدائية وحالات الهدوء، فلا هو وضع هدنة، ولا هو وضع سلام. ونظرا لأن ترتيب الأولويات يختلف على الجانب الإسرائيلي عنه في الجانب الفلسطيني، فإن نتنياهو قال مساء السبت الماضي إنه يأمل أن تنتهي المرحلة الأولى، ويعود جميع المحتجزين إلى ذويهم خلال أيام قليلة، متعهدا بمواصلة القتال إذا لم يتم تسليم سلاح حماس ونزع سلاح غزة تماما. هذه وجهة نظر اليمين الديني الصهيوني المتطرف بقيادة ثلاثي مصاصي الدماء الإسرائيليين نتنياهو – بن غفير – سموتريتش، وليست وجهة نظر إسرائيل كلها، فهناك من يعلم أن وقف الحرب هو الطريق إلى تحقيق هدف ثنائي: إطلاق المحتجزين وإحلال السلام. ومن ثم فإن فرحة إطلاق سراح المحتجزين ترتبط عضويا مع صيحة الدعوة لوقف الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى