فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :المعجزة الصينية القادة يعيشون في مستوى الشعب – وانفتاح الصين عكس انفتاح السادات

ما ميز قادة دول مثل الصين وفيتنام أنهم كانوا يلبسون ويأكلون ويعيشون في مستوى معيشة شعوبهم، كان ماو تسي تونج ودنج هيسياو بنج يرتدون ملابس بسيطة للغاية، تشبه ما يرتديه عمال النظافة، عادة باللون الرمادي، حتى أن رسام الكاريكاتير الرائع الراحل حجازي رسم حاكما من دول العالم الثالث يرتدي أحدث موديلات الغرب وهو يلتقي الزعيم الصيني المرتدي ملابس بسيطة وشعبية، وهو يطلب منه مساعدات لبلاده، وكتب تعليقا أن من يشاهد الصورة يظن أن الزعيم الصيني هو من يطلب المساعدة – أما الرئيس الصيني الحالي شي بينج فيرتدي الآن ملابس صناعة صينية فاخرة، ويعيش في منزل صغير وأنيق، بعد أن ارتفعت دخول الصينيين وتحسنت معيشتهم، وكان قد أمضى في مقتبل حياته سنوات طويلة يعيش في كهف “حفرة في جبال إحدى القرى الصينية”، ينام على القش ويرتدي ثياب الفلاحين الفقراء، ويعمل معهم في الحقول ساعات طويلة في الأراضي الموحلة، والتي كان يندر أن تستخدم آلات زراعية، فكانت الثورة الصناعية الصينية في بداياتها الصعبة، وكان ماو يقول دائما كيف لا نستطيع صناعة سيارة أو جرار زراعي؟ علينا تكثيف الإنتاج الصناعي ونطوره مع التعليم والتدريب – وجاء دنج هيسياو بنج ليعلن الإنفتاح الإقتصادي في نفس الفترة التي أعلن فيها أنور السادات الإنفتاح الإقتصادي في مصر، لكن شتان بين الحالتين، فالإنفتاح الصيني سمح بالإستثمارات الأجنبية في الصناعة المتقدمة، بينما فتح السادات مدينة بورسعيد للسلع المستوردة، التي أغرقت الأسواق، وأضرت بالصناعة الوطنية، وانتهت طبقة من المهربين، تحولوا إلى رجال أعمال. وكان العامل الصيني يبذل جهدا كبيرا من أجل اكتساب الخبرة، ويقدم من عرقه ربحا للمستثمر الأجنبي، وجانبا للدولة، لكي يتم استثمار عرقه وكده في صناعة المستقبل، وبالفعل تحول الفلاحون الصينيون إلى غمال وفنيين ومهندسين مهرة أبهروا العالم، فكانت القفزة الكبيرة للصناعة الصينية، التي أصبحت مصنع العالم كله، تنتج ما يزيد عن ربع الإنتاج العالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى