وَهْمُ الْخَلْق/للمبدعة السورية الدكتورة مرشدة جاويش

المعنى يولد حين تتقاطع اللغة مع الصمت وحينها يصبح الحرف جسداً للفكر والخَلق
#وَهْمُ #الخَلْق
لَم أَكُنْ زَهْرَتَكَ الموسميَّةْ
ولا ظِلاًّ تَعْبُرُهُ رَغْبَتُكَ
بينَ مَساءٍ ومَساءْ
كُنتُ شَغَفَكَ المُخْتَبِىء بِكَوامِنك
والتِّيهَ الَّذي يَفْتَحُ فيكَ
بَابَ الغَايَة وَيُطْفِئُ العِبارَة
لَمْ أَكُنْ نَزْوَةً عَابِرَةْ
كُنتُ الرَّمْزَ الَّذي كَشَفَ جَوْهَرَكَ
الدَّهْشَةَ الَّتي أَعَادَتْ تَرْتِيبَكَ مِنْ رَمَادِكَ
المَرْأَةَ الَّتي تُقْنِعُ النَّارَ
أَنْ تَصِيرَ نُوْراً لا لَهَباً
أَنْتَ لَمْ تَكْتُبْنِي
أَنَا الَّتي كَتَبْتُكَ
حِينَ أَغْمَضْتُ عَنْكَ اللَّيْلَ
وَسَكَبْتُكَ في قَصِيدَةٍ
لا تُشْبِهُ أَحَداً
قَصِيدَةٍ وُلِدَتْ
مِنْ رَحِمِ مَعْنَاً
لا عن دَمِ غوَايَةِ
لَمْ أَكُنْ مسودَّةَ حُبٍّ في تَارِيخِكَ
كُنتُ الذَّاكِرَةَ الَّتي لا تَنَامْ
والضَّوءَ الَّذي عَبَرَكَ
مِنْ دُونِ أَنْ أطْلُبْ
والأَثَرَ الَّذي أَبْقَتْهُ الكَلِمَةُ
عَلَى وَجْهِ القَصِيدَةِ
أَنَا الَّتي لَمْ تُؤْمِنْ بِالشِّعْرِ
إلَّا حِينََ صَارَ لَكَ وَجْهاً
وَلَمْ تُؤْمِنْ بِالرَّجُلِ
إلَّا حِينََ صَارَ يَكْتُبُهَا في سِرِّهِ
وَلَمْ تُؤْمِنْ بِالفِكاكِ
إلَّا حِينََ انْكَسَرَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ
كَحَرْفٍ يَفِيضُ عَنِ الإِمْلَاءِ
فَلا تَقُلْ: كُنْتُ لَكِ شَاعِراً
بَلْ قُلْ: كُنْتُ لَكِ مِرْآةَ الخَلْقِ
تَقْرَأُ فِيَّ صَمْتَكَ
وَتَسْمَعُكَ الحُرُوفُ وَأَنْتَ تَتَلاشَى
لُغَتِي هِيَ الَّتي اسْتَفَزَّتْكَ
هِيَ الَّتي أَوْغَلَتْ فِيكَ
حَتَّى كَتَبْتَنِي دُونَ أَنْ تَدْرِي
فَكُلُّ مَا فِيكَ
مِنْ حِبْرٍ وَمِنْ شَغَفٍ وَمِنْ نَدَمٍ
كَانَ يَخْرُجُ مِنِّي
وَيَعُودُ إِلَيَّ
كَمَا يَعُودُ النُّورُ
إِلَى وَقْعه الأَوّل
كِلَانَا كَانَ وَهْمَ الآخَرِ
غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ الحُلْمَ
الَّذي تَجَرَّأَ أَنْ يُصَدِّقَ نَفْسَهُ
فَكُنْتَ
#مرشدة #جاويش