فيس وتويتر

جمال محمد غيطاس يكتب :لا تتحدثوا عن ازمة الصحافة بمنتهي الحصافة … فمن العار الانتماء مهنيا لهذه المرحلة

طالعت قبل قليل ما كتبه الزميل الأستاذ عبد العظيم حماد في مقاله “وقائع محزنة.. كلمة أخيرة فى أزمة الصحافة” المنشور ببوابة الاهرام، وتقديري ان الزميل العزيز كان حصيفا حكيما وهو يقدم أربع وقائع مر بها شخصيا خلال رحلته المهنية قبل عدة عقود، ليستخدمها في الوصول الي خلاصة مركزة ودالة، أنهي بها مقاله قائلا إن “الدولة ناشر سيء”.
إذا قمنا بتحليل مقولة “الدولة ناشر سيء” وفقا لقاعدة أن ” لسان الحال أبلغ من لسان المقال” التي بدأ بها مقاله، ثم لم نستخدم التورية الطويلة الذكية التي أتت من صنايعي ماهر متمكن من مهنته مثل الزميل العزيز، لأصبح الوصف المباشر لأزمة الصحافة هو أنها أزمة صنعتها سلطة ديكتاتورية أغلقت المجال العام، وأتت بحانوتية الصحافة الي الصفوف الأولى، وخنقت المهنة، وجعلت هامتها تتدني حتي لامس خدها الأرض، واصبح صوتها اشبه بحشرجة ما قبل الموت، وهذا هو الوصف الحقيقي للأزمة إذا ما استغنينا عن الحديث بمنتهي الحصافة والحكمة والإيغال في التورية.
أقدر للزميل العزيز أنه يكتب في الأهرام، فيجد نفسه مضطرا لكل هذا القدر المحترم من الحصافة والحكمة والتورية، فالأهرام تعيش لحظة الاختناق الأشد والأغبى والاعند والأعبث والأطول والأكثر تجبرا في تاريخها كله، هي وغيرها من الصحف، اختناق مهني وعقلي قاتل للحرية، يجعل من العار ان ينتمي المرء مهنيا لهذه المرحلة على أي نحو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى