كتاب وشعراء

جائزة نوبل للأداب: ديكور فاخر لسياسة عارية…بقلم البرهان حيدر

لا أعرف متى تحولت الجائزة التي كان من المفترض أن تكرم الإبداع الأدبي إلى مجرد كرة قدم! سياسية يركلها الساسة يمنة ويسرة، لكني أعرف أن “نوبل للأداب” أصبحت أشبه بمسابقة ملكة جمال العالم دون معايير للجمال!

من ترشيح إلى تزكية!

لطالما تساءلت: كيف يمكن لجائزة أدبية أن تتحول إلى أداة سياسية بامتياز؟ الجواب بسيط: عندما تختفي المعايير الفنية لتحل محلها الأجندات السياسية. فالفائزون لم يعودوا بالضرورة أولئك الذين قدموا إضافات نوعية للأدب العالمي، بل أولئك الذين يرقصون على نغمة القوى المهيمنة.

عندما يعزف السياسي على أوتار الأدب

تخيلوا معي مشهداً: سياسي يجلس في كرسي مريح، يقرأ تقارير استخباراتية عن كاتب ما، ثم يقرر إذا كان هذا الكاتب يستحق الجائزة! هذا ليس خيالاً، إنه واقع جائزة نوبل للأداب التي أصبحت وسيلة للضغط السياسي والمقايضات الدولية.

سخرية القدر

الأكثر تهكماً أن ألفريد نوبل، مخترع الديناميت، أراد بهذه الجائزة أن يكفر عن اختراعه المدمر، فأنشأ جائزة لتكريم من يخدمون البشرية. لكن الجائزة نفسها تحولت إلى سلاح جديد، ليس بالديناميت هذه المرة، بل بالسياسة والمصالح.

معايير الانتقاء: أين الجمال والفن؟

لم يعد السؤال “ما مدى إبداع هذا العمل الأدبي؟” بل أصبح “ما مدى توافق هذا الكاتب مع توجهاتنا؟”. لقد استبدلت المعايير الفنية بمعايير سياسية، واستبدل النقاد بالدبلوماسيين، والنقد الأدبي بالتقارير الأمنية.

الخاتمة: جائزة بلا جوهر

في النهاية، لم تعد جائزة نوبل للأداب سوى ديكور فاخر يخفي تحته سياسة عارية. إنها جائزة تافهة في محتواها، خطيرة في أبعادها، تسخر من الذوق العام ومن intelligence ذكاء القراء في كل أنحاء العالم.

فهل آن الأوان لأن نعود إلى الأدب الحقيقي، أدب الموهبة والإبداع والخيال، بعيداً عن ألاعيب السياسة ومصالحها؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى