كتاب وشعراء

مرآة الحب العمياء/ قصة قصيرة/ بقلم الكاتبة هدي فؤاد / البلد مصر

لم تكن تعلم خبايا قلبه ، إنه قناع وجهه الذي سقط خلسة ، كيف يراود قلبه قلبها البريء؟ رسم الطيبة وسطر كلماته المعسولة حتي يحتل قلبها ، إن قلبها ينزف كل ليلة دموعاً دامية ، إن كذبه يهاجمها كل ليلة في هيئة كوابيس ، تنام حزينة علي ما أصابها ، إن بداخله وحش ينتظر اللحظة المناسبة حتى تكون فريسته ، تحاول الهروب ولكن أصبحت كل الطرق منه وإليه ، إن قلبه الغليظ أشبه بالمتاهة ، تهرب منه لتجد نفسها بين يديه ، عجز العقل عن فك طلاسمه، هل تجد نفسها خارج عالمه، إن سياج الحب الذي فرضه حولها جعل جسدها يرتعد من الخوف ،إن الأمان الذي تحول إلي خيط غليظ يلتف حول رقبتها يخنقها كانت تلك وعوده الكاذبة ، انطفأت روحها وكأن خنجر مسموم يسكن منتصف قلب ظلمته الظروف ، إن قوتها مقيدة ودموعها غلبت أي انتصار ، إنها تموت ببطء ، إنه يسرق روحها كي يعيش ، تجده في ثوب الطيبة يجذب أنظار النساء ، إنه يختار فريسته بعناية ، قاتل بلا قلب يجد متعته في سلب عقلها ثم يأتي انتقامه كصمت غير مبرر يجعل من فريسته آداة لتنفيذ أوامره بعقل مغيب وروح جعلها الإنطفاء تسير في ظلامه مكبلة ، إن الحنين إليه يقتلها ، وكأنها لم يعذبها الحب ،إنه يريد تشكيلها علي يديه كتمثال من الشمع يسر الناظرين لكنه بلا روح ، حجر لا ينبض ، وكأن عظامه تتحطم علي صخرة الذكريات غير عابئة ، إن شريط الذكريات يمر أمام عينيها ، تبكي حتي تموت الحياة في عينيها فلا هي معه لتطمئن ولا هي تستطيع الفرار ، سكنت الوحشة قلبها ، فرض سياج الحب حولها و الذي جعل منها دميته المسالمة ، تلبي له نداء الحب وتعلق علي خذلانها بضحكة مكتومة قهر ، إن خيانته لها وكأنها حق له تركت جرحاُ لن يشفي ، لكنه يعود لكذبه المعهود تأتيه بمرآة الحب العمياء ، تستجدي حبه الملعون ، إنها بكل الجبروت الذي في عينيه تستسلم له وكأن سحره الأسود فرد جناحيه حولها وجعلها لا تحاربه ، تلك الهدنة التي سبقت عاصفة الغضب بينهما ، إنه يقتلع قلبها من جذوره وكأنها بلا هوية ، كيف يضع ابتسامته علي حافة الخوف لديها ؟ إنها خائفة من النهاية ، أن يضع قبضته حول عنقها وينهي حياتها وكأنها لم تكن شيئا في حياته .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى