هوى على شفا هاوية.. بقلم: آمال زكريا – الجزائر

حلم يهذي بحمم الأشواق
كلما اختمر العشق
طفت الخيبات بوجه القدح
لتطغى على العنب مرارة المذاق!
منذ حليبية أسنان العمر مع كل نفخة بالونات مرح
تفرقعها دبابيس الخذلان
أعوذ بالله من الأنا
لكن سهام الإعجاب بصدر الحقيقة
كنت في حقل النون الأنثى الأكثر انجذابا
فتعاليت بعفتي على ذكورية الأسياد
إلى أن نضج السكر في الخلية
قولبته برزانة لسيد ما سواه
ما برقت! و لا رعدت!
و كانت أمسية بهطول الغزل الوفير!
فاعشوشب الحب في العود
فأوصدت كل ثغرات الهواء و السوس المتلف
ومضت السنين في طيب وهناء وفي ابتكار نشوة اللقاء
إلى أن اشتد الهبوب
وطفح كيل الصبر
تسلقت غصناً ينتظر مجاهل القدر
الهبوب عابث جداً شغوف لعزف أوتار جمَّدها الصقيع
رحت للبدايات وحنين المواقد
لرذاذ عطرك بصلصالي
كلّما تخثر عبق اللقاء في ضمة الكلمات
أسكر في الكؤوس المحمومة
بجحيم ذكراك
أهذي لتناهيدنا بين فراشات الشراشف
لرعشات أصابعك الطاغية
حين أثارت المعنى في نار الغرام
للآهات المدسوسة بجيوب الأفرشة
لهزائم أنوثتي المحببة تحت غطاء التأويل
للوسائد المحشوة بالتناهيد الشاهدة على:
اعتصار الشهد من فتنة ثغرك
المغمس في الليالي الخوالي
أي الذرائع تقدم لليل الوحدة بعدما كفرتُ بكل الإنس
وارب هو بابي إن لم تكن أنت طارقه
ماذا تعرف عني وعن أساي وعن البيوت المهجورة
و عن رموشي المجدفة بنهر عزلتي
كم مرة ابتعدنا وعدنا بوعد البقاء وترميم الجراح
والهبوب يشاكس أشرعتنا من جديد
إلى متى يا ملاك الروح
تسهو
تنكرت للهوى و هوت بك
الرؤوس الشاغرات للاشيء!
نذرتّ للرب
أن يرفع المسافات بخيوط الرجا
كنبية أمسح بقميصي على بصيرتك
يغسل بعطري غبش الغبار بمراياك
عد قبل غوص الحلم في وحل النسيان
وأسعف الجراح
كلّما روضت جيوش ذاكرتي على الرحيل
تسحقني حوافر الكيان
مع كل فكرة هجران
عود ثقاب واحد يكفي ليحوِّلني كومة رماد على محياك
مع كل رفة شوق أجهش لهذا الخواء
فأغفو بحضن الذكريات
وأنت تلبسني عقد القبلات وأقراط الهمسات
(تعالي يافتاتي و اسكني حياتي
أنت ملاكي و هوائي و مائي
عودي لعهدك ولكِ الوعد
ألَّا تذرفي دمعاً على مدى ظلي…).
فأنام في سكينة الأيام، في وردية الأمنيات
بغنج طفلة أضع إصبع الدلال بميسمي العنيد
وبين حصار ذراعيك أستوطن
لعلَّ زيت اشتعالنا يتوهَّح!







