حافظ المرازي يكتب :ترامب وممداني يتصالحان في المكتب البيضاوي
لمصالح النقيضين في إرضاء ناخبي مدينة ترامب

تصالحا ومدح كل منهما الآخر مع تأكيدهما على العمل معا لصالح سكان نيويورك، لأن ترامب لا يحترم إلا القوي، حتى ولو وصفه ممداني من قبل بالمستبد والفاشي، كما حاول الصحفيون تذكير ترامب بما قيل عنه، وما قاله الرئيس الأمريكي عن زُهران في حملته الانتخابية بأنه شيوعي وجهادي!
زُهران يحتاج هذه الصورة لتحييد السلطات الرئاسية لترامب في حجب الدعم الفيدرالي عن المدينة او الدخول في مواجهة بإرسال قوات الحرس الوطني رغما عن عمدة المدينة لترحيل المهاجزين غير الشرعيين من خلال المباحث الفيدرالية، وكذلك لتحييد أغنياء نيويورك من انصار ترامب الذين هددوا بمغادرة المدينة حين يصبح ممداني العمدة من اول العام الجديد..
كما ان ترامب الذي لايمانع الان ان يكون ممداني عمدة مدينته، يحتاج اللقاء التصالحي، أولا لمصالحه العقارية في نيويورك، و لتخفيف الهجمة عليه بأنه يحرض بالعنف ضد نواب الكونجرس من الديمقراطيين الذين يهاجمونه سياسيا، وبينما يخشى من تداعيات معركة الكشف عن اسمه في ملفات فضيحة إيبستين الجنسية باستغلال المراهقات من القُصر.
والأهم للطرفين ولنا، ان ترامب يحاول كسب ود الجناح المعادي لإسرائيل في التحالف اليميني القومي الأمريكي لحركة “ماجا MAGA” بالترحيب بممداني عدو إسرائيل ونتنياهو في البيت الابيض ، من اجل المصلحة الأمريكية أولا ولو كانت مدينة نيويورك، صاحبة أكبر تجمع سكاني ليهود العالم خارج إسرائيل!
والمهم لممداني، أنه لم يعد العداء لحكومة اسرائيل من سياسي امريكي يمنعه من كسب مناصب مهمة بالانتخابات، ولا حتى الاحتفاء به في البيت الأبيض.
بالطبع، تغاضى ممداني، ولو بمنطق احترام سن رجل اكبر من والده، عن الصورة التي اراد بها ترامب إرضاء غروره بترك زُهران واقفا بجوار مضيفه ترامب الجالس على مكتبه البيضاوي، وكأن زهران أحد مساعديه وصغاره !
لكنها قد تكون صورة مقبولة لعمدة مدينة بمكتب رئيس جمهورية بلده، بالمقارنة بزعماء الدول الكبرى: بريطانيا وفرنسا وايطاليا وغيرهم الذين قبلوا على أنفسهم من فيل الجلوس في مقاعد التلاميذ والموظفين امام مكتب ترامب البيضاوي، ولم يخجلوا من صورتهم تلك، لمجرد إرضاء غرور ترامب وكسب وده.





