هل كبّرت معي…..بقلم حنان عبد اللطيف

هل كبّرت معي
و نكبر يا صديقي
صرخة و دمعة
مع كل قصيدة
مع كل تنهيدة
حتى صار الطريق
أصغر من شقوق أقدامنا
و الحياة ندبة على كتف أوجاعنا
و نكبر ياصديقي
لم نعد نكترث
لمن يشبهنا في الطبع
أو غادرنا دون إذن
أو رسمنا على قمصان الليل
نجوماً بلا سماء
كبرنا ياصديقي
و تعلّمنا
بأن الألم ليس علامة للسقوط
بل اننا مازلنا نقاوم العاصفة
و أن الخسارة هي ومضة خافتة
في آخر المشوار
و إنذار جميل
للبدء من جديد
و تعلمنا أيضاً
أن الحب لا يتّوج دائما باللقاء
و أن الذاكرة كالفراغ تنطفئ من اللاشيء
كبرنا وضاقت فجوات الانتظار
و صرنا أكثر هدوءاً ونقاءا
و أقل نزقاً و امتعاضا
مفارقة لايعيشها
إلا مَن شيّع خيباته
إلى مثواها الأخير
نكبر
و نكبر
يا صديقي
كهذا الخراب
كهذي الديار
كتلك الحماقات
ككل شيء بلا أسباب
أنا هناك
و أنت هنا
أشعر بأن يدي
تلتف حولي
تساعدني على الثبات
كما لو أنني نرجسة برية
تقاوم بعنفوانها ريح الشتاء
فهل كبرت معي ؟!







