سألتْ: وهل لي في هواكَ منافسُ؟
تنتابُني فيما تغيبُ وساوسُ
أين اختفيتَ؟ أجبْ بكلِّ صراحةٍ
من تلتقي؟ من في الخفاءِ تجالسُ؟
فأجبتها: تدرينَ أني شاعرٌ
وبأنني متقلِّبٌ ومشاكسُ
قد عدتُ من مدنِ الضبابِ مُشوَّشًا
نَصِّي بلا طعمٍ وحرفي عابسُ
ما كنتُ أقدرُ أن أميِّزَ من أنا
وتشدُّني نحو الضياعِ هواجسُ
ضيَّعتُ في الترحالِ منسأتي ولم
تشفقْ عليَّ جوامعٌ وكنائسُ
قدُّوا قميصَ الشعرِ من دُبُرٍ وقدْ
ضمَّتْ أحاديثَ الغثاءِ فهارسُ
أنا لن يكمِّمَ شدوَ شعري حاسدٌ
لا لن يصدَّ البوحَ شرقٌ بائس
الآن أدخلُ في سماءِ صبابتي
وتدورُ بي بين الغيومِ هلاوسُ
الشعرُ ملجأُ ثائرٍ ومعذَّبٍ
والشعرُ أغنيةٌ وجفنٌ ناعسُ
ما زرتُ مدرسةً تعلِّمُني الهوى
فأنا بشعري ثورةٌ ومدارسُ
إن قلتُ في عينيكِ شذرَ قصيدةٍ
لأتتْ إليكِ من البعيدِ نوارسُ
أنا كم خسرتُ معاركًا لكنَّني
ما زلتُ مقتنعًا بأنِّي فارسُ
أدركتُ بعد تجوُّلي وتوجعي
أن الشعورَ بلا عيونِكِ يابسُ
لا تتركيني وادخلي لقصيدتي
إنِّي على بابِ القصيدةِ حارسُ