حوارات دارت بين عشاق مشاغبين، في مكان ما.. في زمان ما.. ربما نجد أنفسنا في واحد منها. أعيد نشرها لأنها تصلح لكل زمان ومكان.
عتابٌ
– لماذا تُديرُ وجهكَ عنّي عندما أُحدّثُكَ؟
– لأنني أراك بقلبي.
– محتالٌ كبيرٌ أنتَ.. أنتَ لا تملكُ قلباً، ألم أستولِ عليه في أوّلِ لقاءٍ لنا؟
– إذن فما حاجتكِ لنظراتي ونبضي يعيشُ على نبضكِ؟
– فقط للتأكدِ مِنْ أنّ جميعَ الحقوقِ محفوظةٌ، لاتُطبعُ ولا تُنشرُ إلاّ بإمضاءٍ منّي.
إصرارٌ
– سألَها: تريدينَني صديقاً أم عاشقاً؟
– ردّتْ مُبتسمةً: لا هذا ولا ذاك، أريدكَ حلماً صعبَ المنالِ يغتالُني كلّ ليلةٍ ويُحييني في الخيالِ.
مزاجٌ
– ما لونكِ المُفضّل؟
– إنْ لمْ تعرفْهُ، فأنتَ لمْ ترَ عينيكَ في مرآةٍ أبداً.
– أنتِ مُخطئةٌ؛ فأنا أنظرُ إليها كلّ لحظةٍ.
– ما لونُهما إذن؟
– تسكنهما امرأةٌ تشبهكِ، تحتلّهُما بكلّ الأبعادِ؛ فكيفَ سأمَيّزُ لونَهما؟
– امرأةٌ تُشبهُني! إنّي راحلةٌ إذن.
تنافرٌ
– أتحبينَ الخطوطَ المتوازيةَ أمِ المُنحنيَةَ؟
– الثانية أحبّذُها أكثر معَ أنّني أحياناً ألوذُ بالأخرى.
– هذا يعني أنكِ لا تستقرّين على رأيٍ.
– لمْ تفهمْ ما أرمي إليهِ.
– هاتِ ما عندكِ إذن.
– قبلَ أنْ تسألَني، كُنّا مُلتصقيْنِ على منحنٍ واحد، أمّا بعدَ سؤالكَ؛ فقدِ افترَقْنا على متوازييْنِ.
فطنةٌ
– كفاكَ مراوغةً، أنتَ عاشقٌ لغيري؛ فأنا لا أرى وميضي في عينيكَ.
– مُخطئةٌ أنتِ، صورتُكِ في قلبي غافيةً كما الوشمُ المنقوشُ على كتفيْكِ.
– مخادعٌ كعادتكَ، تستغلّ غفوتي وتغازلُها.
– كيف ذلك؟ وأنتِ في الحَشا غافية!
– ونبضاتُ قلبكَ المُتسارعةُ!
– ما بها؟
-فاضحةٌ، بدَلَ الضّربة ضربتانِ.
– آه! كنتُ في سباقٍ للمسافاتِ الطّويلةِ كي أصلَ إليكِ.
حنكةٌ
– محاولتُكَ في استدراجي فاشلةٌ؛ فأنا صعبةُ المنالِ، عنيدةٌ ولا تلينُ لي عزيمةٌ.
– شغوفٌ بكِ أنا، ولن تفلتي مني أبداً.
– كيف ستتخلى عن لقبكَ “سي السّيد”؟
– هذا ليس ملكاً حصريّاً لي، إنه إرث العائلة ينتقل من جيلٍ إلى جيل.
– إذن أنتَ فاحشُ الثراءِ، أما أنا فمُعدمَةٌ فقيرةٌ لا أملكُ سوى عناديَ سلاحاً في وجهكِ.. ارحل قبل أن…
رهانٌ
– مَنْ مِنّا يُحِبّ الآخَرَ أكثر؟
– واثقٌ منْ حبّكِ لي، ثقتي بوجودي معكِ هذه اللحظةِ.
– أنا على العكسِ تماماً، وجودكَ بجانبي ليس دليلاً على ذلك.
– كيف؟ جرّبي أنْ تلمسيني، أنا حقيقةٌ ولستُ خيالاً.
– وهل قلبكَ ينبضُ بالتزامنِ معَ نبضاتِ قلبي؟
– لا، فأنا أعاني منْ تسرّعٍ في القلبِ.
– إذن فهو يخفقُ لأيّ عابرةِ سبيلٍ.
التباسٌ
– ألمْ نلتقِ منْ قبل، في مكانٍ وزمانٍ ضبابييْنِ في ذاكرتي الهرمةِ؟
– بلى التقينا في قصيدةِ شعرٍ، نظمتَها في ذكرى وفاتي.
– كيفَ ذلك وأنتِ أمامي الآن بكلّ بهائِكِ؟
– أنتَ أسيرُ القصيدةِ، وأنا تحرّرتُ منها.
– تعالي إذن أو دعيني أغادرُها.
– لا أبداً، لن نتقاطعَ فيها ثانيةً، ستحيا فيها حلماً وردياً، وسأبقى طيفاً يحلّ ضيفاً عليكَ كلّما ذرفتَ دمعةً.
معركةٌ
– اقتربي أكثر وإنِ استطعتِ، تجاوَزي خطّ التّماسِ.
– لماذا أخاطرُ بذلك، وأنا أراكَ جيداً منْ موقعي؟
– كلّما دنوتِ تشتعلُ كافةُ الجّبهاتِ، وأنا أريدُها مُلتهبةً.
– ألا تخافُ منْ نارِها أنْ تُحرقَ الجّبهةَ الوحيدةَ الصّامدةَ فيكَ؟
– لا أبداً، أنا في شوقٍ لذلك، فلِمَ تبتعدينَ؟
– حرصاً منّي عليكَ، وخوفاً منْ اختراقاتٍ لا طاقةَ لكَ لمواجهتِها.
– إذن دعي مخاوفكِ جانباً، لنُشعِلْ سوياً خطّ التّماسِ،
ونَحسمُ الأمرَ.
– مَنْ سينتصرُ برأيكَ؟
– أنتِ وأنا والحُبّ.
حوار فيسبوكي
– كم عمركِ؟
– بعددِ سنين صحوكَ.
– أنا دوماً في غيبوبةٍ.
– تقصدُ أنّني لمْ أولدْ بعدُ؟
– ربّما أنتِ في رحمِ مُخيّلتي وهماً.
– إنْ كنتُ كما تقولُ، فمَنْ أنتَ؟
– أنا بوحٌ لمْ تتجرّأي يوماً على الإفصاحِ عنهُ.
– واثقٌ مِمّا تقولُ!
– ثقتي بأنّكِ لمْ تولَدي بعدُ وبأنّني لنْ أصحوَ أبداً.
بذخٌ
– شحيحٌ أنتَ في أحاسيسِكَ، كأنّكَ تخافُ على الحروفِ أنْ تختفيَ مِنَ الأبجديّةِ إذا ألّفْتَ مِنها جُملةً عاطفيةً.
– مشاعرُكِ جيّاشَةٌ كَكَرَمِ “حاتم الطائي”، لابدّ أنكِ تمتّينَ لهُ بِصِلَةِ قرابةٍ؛ فكيف أُجاريكِ؟
– تجيبُني بسؤالٍ!! يبدو أنكَ مِنْ سلالةِ “مُسيلمة”.
– أهذا مديحٌ أمْ ذمّ؟
– فسّرْهُ كما تشاءُ، أو اقطعْ شكّي باليقينِ.
– أحبكِ كسخاءِ الطائي، وأكرهكِ كَكَذِبِ مُسيلمة.
– نقيضانِ لا يجتمعانِ في مُفرداتي؛ فارحلْ قبلَ أنْ أصوغَ فقرةً، تكونُ فيها أنتَ.. جملةً اعتراضيةً بينَ قوسينِ.
مقارنة
– كأن دقات قلبك غير منتظمة، تارة تسرع وتارة تخبو فلا أشعر بها.
– ما أدراك أنت بالقلوب وطقوسها المقدسة!!!
– أليس بين جوانحي قلب ينبض مثلك؟
– بلى لكنه لا يجيد الاحتفال والرقص، ولم ينل جوائز عالمية فيه.
– لم أسمع بهكذا جوائز أبدا؛ فهل نلت إحداها أنت؟
– الأولى كانت عندما أحببتك، والثانية عندما هجرتني.
– جائزة للهجر!!! غريب أمرك، فأنا لم أغادرك لحظة.
– أنت الآن لست معي، أنت تجيد الرقص هناك حيث أول لقاء لنا.
– إنه الحنين وليس سواه.
– القلوب الراقصة لا تخضع لزمان أو مكان؛ فهي في ذروة نشوتها دوما، وأنت خرجت من الحيز الزمني الذي أنا فيه.
– إذن انضمي إلي؛ فنحصد الجوائز مناصفة.
– كم أنت مراوغ جميل وتجيد الرقص أكثر مني.
استفسار
تتقمصين شخصيتي في كل كتاباتك، أليست هذه سرقة؟
-وهل أنت تمثل كل الرجال؟
-ألم تقولي لي مرة أننا جميعا متشابهون؟
– نعم في ذكوريتكم فقط، أما نقائصكم فهي اختصاصات متعددة.
-فما هو موقعي منها إذن؟
-أنت لم تختص بعد، لكن المؤشرات توحي أنك ستكون في المرتبة الأولى في معظمها.
-لا بد أنك تمزحين!!!
-وهل اعتدت مني غير الجدية في هذه الأمور؟
-كم هي درجتي العظمى والصغرى؟
-أغلبها دون الوسط وأنا في انتظار نتيجة الاختصاص في المادة الأخيرة.
-ماهي؟؟؟؟؟
-المراوغة التي ستظهر نتيجتها الآن…أين كنت قبل ساعة من الآن؟
-كنت معك، نتحاور.
-غير صحيح أبدا، كنت مع كاتب هذا النص.
أورغانزا
– أغار منك عليك وحتى من ثوبك يلامس جسدك.
– لست عاشقا مخلصا، أنت عابر سبيل في حياة الكثيرات، وأنا لا أحبذ الإقامة المؤقتة.
– أنا لاجئ في قلوبهن، وإلى الآن لم أجد وطنا أسكنه.<br>
– وهل أنا الوطن الذي تبغيه بعد كل تأشيرات الدخول والخروج التي حصلت عليها؟
– ستكونين كذلك شئت أم أبيت.
– أغلقت كل الحدود إلى أجل غير مسمى، وأنت لن تعبرها إلا بصك غفران ممهور من قلبي، وهذا يحتاج إلى تقص عن ماهية التأشيرة التي تطلبها.
– دائمة لو تكرمت، فأنا مللت اللجوء في صقيع القلوب.
– بما أنني الآمرة الناهية لقلبي، سأتركك مشردا إلى الأبد ولن تتخذ من قلبي وطنا، فهو ملك حصري لي.
دانتيل
– لمن تتزينين هذا المساء؟ لا أشك أبدا أن كل هذا لأجلي.
– هذا لي أنا فقط من دونك.
– ما الفائدة إن لم تسمعي إطرائي وتطربي لمديحي؟
– مرآتي وحدها تقول الحقيقة، أما أنت فما تقوله مساء تغفل عنه صباحا.
– تريدين الغزل رشا، وأنا لا أجيده إلا دراكا.
– يبدو أنك مستجد، عد إلي عندما تنهي دورة الأغرار.
أغباني
– أسمعك تغنين اليوم وكأنك اختصرت الفرح كله في أغنية.
لماح أنت، لم لا تشاركني الغناء؟
– كيف لي أن أدندن حزني مع فرحك، هذا صعب والله!
– ألم تسمع بتلاقي الأضداد؟ هنا يكمن سر الحياة.
– أنت تحلقين، وأنا أغرق؛ فكيف سنجتمع؟
– ما رأيك أن نتبادل الأمكنة لتحظى بالقليل من النشوة؟
– ما عهدتك كريمة لهذه الدرجة.
– هذا ليس كرما مني ولكنني مللت وأحتاج إلى تغيير.
– مصرة أنت إذن! لكن لا تنسي أن هذا قرار لا رجعة فيه.
– لا عليك، إن أردت العودة أخترع فرحا لي وأغرقك في بحر من الأحزان.
منمنمات
– أتحبينني يا امرأة الشمس؟
– إن كنت كذلك؛ فمن تكون أنت؟
-أنا رجل الظلام، أنتظرك بلهفة كي أتحرر من عتمتي.
– أنا أوزع أشعتي على كل الكون؛ فلا بد أنها تخترقك، وتضيء سواد قلبك.
– لكنني أريدها لي وحدي دونا عن الجميع.
– لم تتخل أبدا عن أنانيتك، كما عهدتك دوما، تتملك، تغرف ما استطعت إليه سبيلا، ومن ثم ترحل.
– هذه المرة أعدك أن أبقى إلى أن تملي مني.
– أنت حاذق فعلا! إن فعلتها كما قلت واستقريت لن يكون لي وجود أبدا؛ ألست القائل أنني امرأة الشمس، وأنت رجل الظلام؛ فكيف ستمتزج أشعتي بعتمتك؟ هل ستغير نظام الكون؟
موزاييك
– يتعانق ليلي ونهاري في ضفائرك، واحدة تحييني والأخرى تميتني. هلا سكبت فيهما من روحك إكسير الحياة الدائم؟
– كيف سأتغنى بفضلي عليك إن لم أمتك مرة وأحييك أخرى؟
– وهل بين المحبين منة أو فضلا؟
– بالله عليك أن اصمت، ألم تؤلف ديوان شعر تتباهى فيه بأنك اخترتني دون النساء قاطبة؟
– أردت لك الشهرة ليس إلا.
– أردتها لنفسك من خلالي، فأين أنا من كل هذا؟
-أنت تمشين الهوينا على أوراقي تزينينها شعرا وبوحا عذبا.
– إذن أنا حبر على ورق، أبعد كل هذا تريد مني إكسير الحياة الدائم!
كروشيه
– تعيرني بأنوثتي وبأنني أتعمد لفت الأنظار، أما سألت نفسك يوما أين ترتحل عيناك إذا هفت نسائم عطر نسائي في الجو؟
– أتتبع شذاه لأصل إليك.
– غريب أمرك، عطري لا يخطئه عاشق، ولا يتوه عنه وفي مخلص؛ فأيهما أنت؟
– لا هذا ولا ذاك، أحب كل العطور، وأذوب فيها حد النشوة.
– أنا أبدل عطوري على مدار اليوم، ألم تلحظ ذلك؟
إذن أنت السبب في ضياعي!
– نعم أنا؛ فهذه سياسة الكيل بمكيالين، ألم تسمع بها من قبل؟