كتاب وشعراء

اول اقتباس من رواية علبة سجائر، معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020 أسماء الحويلي، تحقيق صحفي طة فاروق هاشم

كانت هالة تتصفح الفيس بوك، فأتت إلي هاتفها رسالة نصية من (؟) يأمرها فيها بالحضور فورًا إلى شقة رقم 5بالعمارة رقم 17 بمدينة السلام، على الفور ارتدت حذائها وخرجت مسرعة إلى العنوان، المكان قريبًا جداً من منزلها فهي تقطن في نفس المدينة ولكن في شارع مختلف، وصلت إلى العنوان المذكور وطرقت الباب، ففتحت لها والدتها، استغربت هالة من وجود أمها على الفور قالت لها في استغراب :أمي، ماذا تفعلين هنا؟
لترد عليها قائلة :لقد بعث لي (؟) رسالة نصية وطلب مني الحضور إلى هنا، تطرق الوسواس من فكر هالة والقلق دب في قلبها.
الكثير من الأسئلة تدور في رأسها، و تخمن الإجابة عليها في نفس الوقت، ردت الأم على الإبنة بنفس السؤال :لماذ أتيتِ انتِ إلى هنا وفي هذا الوقت المتأخر من الليل؟
ردت عليها الإبنة بنفس إجابتها، لقد أرسل لي (؟) رسالة يطلب مني الحضور إلى هنا!!!!
ملامح كلا من آلام والإبنة تغيرت تمامًا، هالة تسلل إلى عقلها ما الذي سيحدث.
الخوف الشديد يسيطر على الجميع.
انقبض قلب الأم وتغير ملامح وجهها، إبنتها تشعر بها.
لم تعد تسيطر على أعصابها، تقدموا إلى الداخل وجلسوا على طاولة صغير تتوسط صالة كبيرة بالبيت المكون من ثلاث غرف هو بيت متواضع جداً يحتوي على بعض الأثاث القديم للغاية متهالك، العنكبوت خيم عليه والسوس اتخذ بعض من المقاعد الخشبة بيت له، أخذت الأم تطرح الأسئلة على ابنتها، التي كانت شاردة في عالم آخر ملئ بالقلق.
ثم صمتت الأم وأخذت تحوم بعينها في كل زاوية من البيت الذي يشبه بيت الأشباح، حتى سمعت صوت جرس الباب،نهضت هالة من مقعدها وفتحت الباب لتجد بوجهها زوج أمها هنا تحول الشك إلى يقين بأن كارثة ستحدث الليلة، توقف الوسواس من رأسها، لم تعد قادرة على الوقوف من شدة التوتر، أسندت ظهرها إلى الحائط وهي تنظر إلى زوج أمها مرتعبه وتقول له :ما الذي أتي بك إلى هنا ليرد عليها، لقد تلقيت رسالة من (؟) بأن على الحضور إلى هذا العنوان، اتسعت عين هالة من المفاجأة وجست على ركبتيها، فقترب منها زوج أمها وهو يقول لها هل انتي بخير، لم يكمل الجملة الا وأحدهم أغلق عليهم الباب من الخارج، استدار محمد محاولا أن يفتح الباب وهو يقول من أغلق الباب، سمعت صوته زوجته فركضت إليه، وهي تقول في دهشة محمد لما أنت هنا؟ فهمت هالة الخطة التي أعدها (؟) لكن ثغرها لن يجرؤ على الإفصاح عن الأمر، فهي تعرف العواقب إن تكلمت، دخل الجميع وجلسوا على المقاعد الخشبية محاولين نفسير ما يحدث معهم، فجأة انقطع التيار الكهربائي عن البيت، بكت هالة ورددت يا الله، لكن لا عاصم اليوم لهم، الشقه أصبحت تشبه بيت الأشباح الأم تخيلت مرور أحدهم للداخل بسرعه بعض الوسواس تنهش في فكرها، الكل ينتظر أن يصفح القدر عن ما في جعبته حالة من الخوف سيطرت على الجميع، الأم تبحث عن هاتفها لتشغل الإنارة الموجوده به لكنها لم تجده فقالت اخرجِ هاتفك ياهالة ترد عليها قائله :لم أجلبه معي، أخرج محمد هاتفه لكن كانت بطارية الجوال أوشكت على النفاذ، أمسكت الأم الهاتف من زوجها ودلفت تبحث في المطبخ عن أي شي للإنارة، مر أكثر من ربع ساعة ولم تعود إليهم قالت هالة في قلق :لقد تأخرت أمي كثيرًا، فنهض محمد وراح يتفقدها، لكنه لم يعود هو الآخر، دب الرعب في قلب هالة وأصبحت تتنفس بصعوبة سيطر عليها القلق بل تمكن منها الخوف وقفت عن مقعدها وأخذت تتحسس بيدها إلى أن لامست الحائط، وسارت معه إلى المطبخ ببطء وحذر، وهي تبكي وتقول :أمي ، أمي هل انتي هنا : أمي هل أنتي بخير، اقتربت من عتبة المطبخ فشعرت بقدمها تنغمس في شئ لازج ، تقدمت خطوة أخرى فشعرت أكثر ان قدميها قد انغمستا في مادة لزجه تجعلها لا تسيطر في الحركة لو لا إستنادها على الحائط لسقطت، تقدمت أكثر فنسكب على وجهها شئ ك الماء لكن رائحتة غريبه غطي وجهها كله.
مرة واحدة اتت الكهرباء، لتجد هالة أمامها، والدتها وزوجها مقطوعين الراس تتحرك أطراف جسدهم وتسعت عين والدتها ، معلقين في سقف المطبخ وينبوع الدم يخرج من القصبة الهوائية ك نهر متدفق، غرق وجهها وملابسها والحائط بدم ، أرضية المطبخ أصبحت عباره عن بركة من الدم، اتسعت عينها على آخرها من هول المنظر.
انقطع التيار الكهربائي مرة أخرى ، لتجد هالة يد أحدهم تلتف حول عنقها، تحاول أن تصرخ لكن صوت صراخها لا يخرج منها

رواية علبة سجائر، مأخوذة من أحداث حقيقية

رواية للكاتبة أسماء الحويلي

تحقيق صحفي طة فاروق هاشم

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى