كتاب وشعراء

رسالتي إليك للكاتبة أسماء الحويلي

.. أعلم أن رسائلي إليك لن تغير من الأمر شيئاً ، لكني أكتب على أمل أن يتبدل الحال بإذن الله ، حالة من الفوضى بداخلي ، ضوضاء في عقلي ، عدت إلى حالة الإنطواء مرة أخرى ، فقط مع كتبي و مفكرتي و قلمي .. عزلة تامة عن الجميع . أكتب وأمزق أوراقي ثم أكتب وأمزق إلى أن امتلأت سلة المهملات بقصاصات الورق .. تأبى حروفي أن تكتب عن رحيلك لأنك مازلت عالقا في قلبي، كما يرفض القلم أن يكتب عنك ولو حرفا سيئا .. كلما هم العقل أن يصدر أفكاره التي تضعك في خانة الإتهام ، يقف القلب قائلًا “حبيبك ” لتتحدث هنا العيون وتمطر في صمت ! ظلام دامس قد حل بأوديتي، لم يعد لدي رغبة في أي شيء على الإطلاق ، كل ما أريده هو الصمت فقط، لكن عقلي لا يدعني بسلام أبدا، لا يكف عن التفكير بك، أنا في حالة مثيرة للدهشة من نفسي، كيف لحبك أن يكبر بداخلى برغم كل ما فعلته بي؟ كان المفترض أن يحدث العكس، دعك من كل ما سبق (لقد اشتقت إليك كثيرا ) تعلم أنني صادقة حد الوجع، كما أنك تشعر بي وتعرف أن دموعي تذرف الآن وأنا أكتب لك ، ليته بإرادتي أن أنتزع تلك القطعة الصغيرة الموجودة في يسار صدري ، بالرغم أنها كانت سبب سعادتي فيما مضى لكنها الآن تسبب لى الألم ، لقد أرهقتني بما يكفي، حتى بت أتمني لو أن أحدهم يأتي بسلاحه ويفرغه في رأسى كي تتوقف الأفكار التي تتشاجر بالداخل .. جميعها تتحدث عنك (كيف حاله الآن ، هل هو بخير ، كيف يقضى يومه بدوني، يبدو الأمر مريحا بالنسبة له …)
دعني أخبرك أنه رغم رحيلك، فالعين التي امتلأت بك ترفض النظر للغير حاضراً كنت أم غائباً، لا تبصر سواك ، لقد كنت اول انتصاراتي على هذه الحياة، أو هذا ما كنت أحسبه !
يبدو أنك نجحت في الانصراف عني، ولكن أنا فشلت ، أمامي الآن صورك التي أرسلتها إلي مؤخراً، كل ليلة أجلس ساهرة أمامها ، ثم أمرر أصبعي على لحيتك وألامس وجنتيك ، ثم أضمك إلى حضني وأغفو .. هذا حالي كل يوم !
لا أعلم ما الذي قد يتسرب إلى عقلك عندما تقرأ هذه الرسالة ؟ ربما تنعتني بالجنون لكني أحبك و لا سبيل لدي ، لا مفر منك أبدا ..
ربما تقول في نفسك وأنت تقرأها، لا ينبغي لها أن تكتب لي رسائل، فلن يغير من الأمر شيئاً، أو ربما لا تحرك ساكنا فيك أو قد تكون مزعجة لك ، لكني لم أتمكن ، لسوء الحظ ، من أن أفصح لك عن كل ما بداخلي .. أعرف يا حبيبي أنه كل ما تفعله لن يغير شيئا بداخلي حتى آخر نفس لي ، ستظل عندي كما عرفتك أول مرة .. ربما أسافر إلى القاهرة قريبًا، على العموم سواء سافرت أم لا ، لن يغير ذلك من الأمر في شيء ، إنك تشبه البحر في عمقه .. اعلم أنني لم أعد أبتسم منذ افترقنا ، عندما أمر على صورك فقط ، أبتسم لمجرد رؤيتك وأردد “حبيبي ” .. لم أعد أطيق الناس ولا الحديث معهم ، أريد أن أكون بمفردي طوال الوقت هكذا أشعر بالراحة .. لم أفهم بعد سبب رحيلك ، فأحيانا أقول ممكن أن أكون أخطأت ولكن ما هو الخطأ ؟ وأحيانا أقول ربما أخطأت حقاً، لكن لست مخطئة إلى هذا الحد ، بقدر ما أفهم . في إحدي الرسائل التي بعثها كافكا إلى ميلينيا قال : وإنني لهذا أقف بالفعل أمامك وكأنني طفل قد أتى أمراً بالغ السوء، وهو يقف أخيراً أمام أمه ويصيح ويعدها قائلا : لن أفعل هذا مرة أخرى ..وكأنه يصف ما حدث معي
بغض النظر عن كل ما حدث ، كيف لي أن أجد حلا ؟ كيف أجد طريقاً يؤدي إليك ؟ طريقاً للخلاص من الحالة التي أعيشها بدونك ؟ طريقاً ينتهي بنا معا ..
تذكر جيدا ! سنلتقي ، فنحن نعيش في هذه الحياة على أمل أن نحقق أهدافنا ومن أجل ذلك نشتغل لتصبح واقعا . أخبرك أنك أول أهدافي ، ومن أجلك ينبثق الأمل بداخلي ..
أخيراً ، دعني أخبرك أني دائمًا فخورة بك مهما حدث بيننا ..
#ادب_الرسائل
#أسماء_الحويلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى