تقارير وتحقيقات

"الفرس قادمون6/1": حمادة إمام يكتب :مجلس التعاون الخليجي من التأسيس للتفكيك

في 16 مايو 1976 زار أمير دولة الكويت آنذاك الشيخ جابر الاحمد الصباح دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد مباحثات مع رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حول إنشاء مجلس التعاون الخليجي. واقترح فكرة إنشاء هذا المجلس، فلقد خطط ونفذ هذا المشروع لإحساسه بوجوب سد النقص الذي خلفته المملكة المتحدة بعد خروجها من الخليج العربي، وكان قد اقترح إنشاء المجلس في قمة للجامعة الدول العربية في الأردن في عمان في نوفمبر 1980. وفي عام 1996 اقترح إنشاء مجلس شعبي استشاري لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك في القمة السابعة عشر في الدوحة يتكون من ثلاثين عضو بمعدل خمس أشخاص للدولة الواحدة.

سادت فكرة التكتلات والأحلاف والمنظمات السياسية فى القرن العشرين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأصبح أمرا اعتياديا فى السياسة الدولية أن تتكتل مجموعة من الدول تربطها مصالح مشتركة فى كيان ما. وهو ما حدث بالفعل مع الدول الخليجية التى كانت دوافعها لتأسيس مجلس التعاون الخليجى تتمحور حول ثلاثة أهداف.

اولا ـ إنشاء تكتل قوى يملأ الفراغ الأمنى والسياسى الذى خلفه الانسحاب البريطانى من الدول والممالك العربية النفطية.

ثانيا ـ إقامة حاجز قوى أمام الأطماع الإقليمية فى السيطرة على منابع النفط فى تلك البلدان، وكان التهديد الأكبر من قبل شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوى.

ثالثا ـ تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطنى دول المجلس، خاصة أن سكان الدول الست ينحدرون تقريبا من أصول عرقية واحدة.

بالفعل تكللت تلك الأهداف بالنجاح وتحقق للدول الخليجية إنشاء مجلس التعاون الخليجي الذى وضع نظامه الأساسي يوم 25 مايو عام 1981م، بتوقيع حكومات العواصم الخليجية الست: الرياض ـ الدوحة ـ الكويت ـ أبو ظبى ـ المنامة ـ مسقط. واتخذ من الرياض مقر له

25مايو 1981 توصل قادة كل من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة قطر ودولة الكويت في اجتماع عقد في ابوظبي إلى صيغة تعاونية تضم الدول الست تهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها، وفق ما نص عليه النظام الأساسي للمجلس في مادته الرابعة، التي أكدت أيضاً على تعميق وتوثيق الروابط
وجاءت المنطلقات واضحة في ديباجة النظام الأساسي التي شدّدت على مايربط بين الدول الست من علاقات خاصة، وسمات مشتركة، وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية، وايمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف، وأن التعاون فيما بينها إنما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية.

حدّد النظام الأساسي لمجلس التعاون اهداف المجلس في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها، وتوثيق الروابط بين شعوبها، ووضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية والمالية، والتجارية والجمارك والمواصلات، وفي الشؤون التعليمية والثقافية والاجتماعية والصحية والإعلامية والسـياحية والتشريعية، والإدارية، ودفع عجلـة التقـدم العلمـي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين والزراعة والثروات المائية والحيوانية، وإنشاء مراكـز بحـوث علميـة وإقامـة مشـاريع مشـتركة، وتشـجيع تعـاون القطاع الخاص
بعد الاتفاق النووى بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية أصبح السؤال؟

هل ستتمكن دول الخليج من تجاوز تناقضاتها المصطنعة وتلافي الانهيار؟ أم ستبقى دائرة في حلقة مفرغة من الأزمات المتتابعة التي ستقودها إلى انهيار في ضوء التحديات الإيرانية !!
الخلافات بين دول الخليج كثيرة ومتشابكة، تبدأ من النزاعات الحدودية لتصل إلى اختلافات جذرية حول قضايا استراتيجية تتعامل معها دول مجلس التعاون علي نحو انفرادي يؤدي لمسارات مختلفة ومتناقضة في كثير من الأحيان ما يعكس رؤية تنبأ على الاضطراب والتعسف لا على المصلحة الاستراتيجية المستقلة
على مستوى العلاقات الخليجية توجد ثلاث نقاط تهدد وحدة المجلس الخليجي.
اولا :تبقى قضية الحدود ذات مركزية وأهمية بالغة، ليس فقط لأنها حاضرة في كل أزمة سواء ارتبطت بالحدود أم لم ترتبط، ولكن لأنها ذات طبيعة متشابكة وتثير حساسيات عدة، فمثلا هذا الخلاف السعودي الإماراتي أدى أسلوب التعامل معه إلى نزاع آخر بين السعودية وقطر. أضف إلى ذلك أن خلافات الحدود غير قليلة، فهناك أيضا قضية الحدود البحرية بين الكويت والسعودية فضلا عن ملف المنطقة البرية المحايدة، وكذلك اتفاقية الحدود بين عمان والسعودية.

ثانيا : السياق التاريخي “والجيو سياسي” لبروز قضايا الحدود حساس ومشتعل للغاية، لا سيما مع الصلح الأمريكي-الإيراني واعتراف الولايات المتحدة بإيران كشريك قوي وفاعل لا غنى عنه في الخليج وغيره بغض النظر عن رضا الخليج ودوله أو سخطه. وقد دفع هذا دول الخليج نحو مزيد من الاستقطاب والانفرادية في سياساتها الخارجية، فضلا عن التنافس والتناقض لا سيما مع العلاقات الأكثر من دافئة بين إيران وبعض دول الخليج. كل ذلك دفع المحللين للتساؤل عما إذا كانت خريطة الخليج ستتغير كليا، ومتى سينهار مجلس التعاون الخليجي. ناهيك عن عوامل أخرى مثل إدراك دول الخليج لانتهاء الحاجة الأمريكية لوجود كتلة خليجية مجتمعة، وسعي بعض دول الخليج فرادى لإبرام تحالفات مزدوجة مع إيران وأمريكا، ودعوة بعض أعضاء الأسر الحاكمة للتحالف مع إسرائيل.

ثالثا :رغم كل الإمكانيات والفرص وأسس الوحدة والتقارب لم يظهر حلف استراتيجي بين دول الخليج. ولعل السبب غياب الرغبة رغم وجود القدرة، فإرادة دول الخليج ظلت مرتهنة للخارج مذ كان ظهورها على مسرح الحياة الدولية والذي كان تعبيرا عن مصلحة الخارج وتكييفا للمصالح المحلية في إطارها أكثر من كونه تعبيرا عن إرادة وكفاح وطني. هكذا رُسمت خريطة الخليج الحديثة، وهكذا ستبقى ما بقي هذا المنطق الحاكم للبنية.

. تؤمن إيران أن لديها كل ما يؤهلها لتصبح القوة الإقليمية الأولى في المنطقة وقد خططت لتنفيذ ذلك بحلول عام 2025.
ويقع الخليج في قلب الخطط والتصورات الاستراتيجية الإيرانى
أن إيران ستكون بؤرة ومركز منطقة جنوب غرب آسيا … بالنظر إلى قدرتها وقوتها.
ستلعب إيران دور قيادة التنظيم السياسي والاقتصادي والأمني لهذه المنطقة
.

يجب كذلك فهم آليات عمل السياسة الإيرانية الذكية التي تبقى أعداءها على مقربة منها كأصدقائها، فهي تبقي دائما على علاقات تعاون وارتباط حتى مع من تعتبرهم أعداء، وتنفذ بتؤدة وبرجماتية في دهاليز السياسة مقتنصه الفرص متى لاحت،
ومفادها أن إيران تستثمر “الفراغ العربي” لتصبح أم القرى في “قم” بدلا من “مكة” مستثمرة المذهب الشيعي كغطاء ديني وشرعي.
ظلت إيران في الرؤية السعودية تتراوح بين اعتبارها تحديا (في الحقبة البريطانية) ومنافسا في الحقبة الأمريكية
عقب اندلاع الثورة الإيرانية انتقلت العلاقة من التنافس للعداء. ساعدت الثورة على تصدرها مشهد العلاقة من خلال
العديد من الملفات التى أصبحت تثير التوتر بين البلدين.
اولا :الخلاف الاثني العربي-الفارسي والطائفي السني-الشيعي بين البلدين،
ثانيا :الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني، والشيعة السعوديين لا سيما في المناطق النفطية، والمناوشات المتعلقة بآبار الغاز والنفط نوفمبر


ثالثا : توجس السعودية من عدد الشيعة العاملين في منشآت الطاقة السعودية،
رابعا :تهديدات إيران بغلق مضيق هرمز،
خامسا :الحج وما تمارسه إيران من ضغوط علي السعودية عن طريق مظاهرات الشيعة خلال موسم الحج، فضلا عن الخلافات
سادسا : البحرين والعراق واليمن وسوريا والصراع العربي الإسرائيلي.

منذ الحرب الأمريكية على أفغانستان بدأت العلاقات تتدهور
التي تبدت فيها الرغبة الإيرانية في التوسع في آسيا الوسطى ثم العراق التي ظهرت فيها الطموح الإيراني في الامتداد نحو المتوسط
فقد بدأ التنافس بين البلدين يتحول تدريجيا إلي حرب باردة بعد أن رجحت تحولات المعادلات الإقليمية الكفة الإيرانية؛

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى