كتاب وشعراء

منطق بقلم سهام الدغاري ليبيا

لا تحدثني عن منطقية الأشياء
بل تعال لنسرد معاً بعض الحقائق التي خرجت عن شرنقتها
فمثلاً…
الجهات لم تكن يوماً أربعة
وكروية الأرض
ماهي إلا كذبة بيضاء لرجل قرر فجأة أن يصبح مشهوراً
رماها تحت أقدامنا وقت المغيب
ثم ذهب ليُطعم فيله المتهالك
تاركاً كل منا يدور حول ظله
في دائرة أكتشاف عقيم ، عاجز على أن يمنحنا ولو باباً واحداً للخروج
أما عن السماء والبحر
ومن منهما يسكب زرقته في الآخر
تلك أكذوبة أخرى
فهذا العالم خُلق بلون واحد
وباقي الألوان هي أختراع لِمحتال أراد هو الآخر أن يصبح مشهوراً
فأوهمنا بأن الحياة عبارة عن كرنفال وجد للرقص والغناء

أرايت ؟ نحن مخلوقات بائسة
كل مانفعله هو أننا نصغي لوشوشات الوهم ونتمنطق

حين أقتحمتني ذات صباح
لا لشيء
إلا لتقنعني بأننا ظِلين لجسد واحد
وإنه عليَّ معانقتك قبل أن أدعوك للدخول
أي منطق كان يتلبسك حينها..؟

وحين أقضي الليل وأنا ألملم غبار أمانينا الأولى لأرمم به قصيدة عرجاء
أنهكها المسير وألتفاف الطريق
فترجمها أنت صباحاً بكليمات بائسة ثم تبصق في وجهها قبل أن تستدير
دون أن تكلف نفسك عناء إتمام قراءة سطرها الأول
أي منطق في هذا..؟

والأن
لاتكلف نفسك عناء الرد
فلامجال بعد اليوم لمزيد من الوهم ولمزيد من تمنطقك الزائف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى