ليتني خبّأتُ أدمعي التي ذرفتُها مذ قطعوا حبلي السّريّ
ليتني خبّأتُ أدمعي لعلّها تطفىءُ لهيبَ فِراشٍ يأوي إليه طفلٌ كلّما داعبَ النّعاسُ أهدابَهُ
لعلّها تفترسُ فمَ لهيبٍ انقضّ على سنبلةٍ قد تصيرُ رغيفاً للجياعِ
لعلّها تُناصِرُ غيمةً جفّتْ من كثرةِ النّيرانِ في بلادي
نيرانٍ تلعقُ البشرَ
و لا أدمعَ عندي !
نيرانٍ تقضمُ القلوبَ
و لا أدمعَ عندي !
نيرانٍ تلذعُ الأروحَ
و لا أدمعَ عندي !
لا أدمعَ عندي تكفي لا أدمعَ عندي
لا أدمعَ عندي تعتذرُ من البشرِ و الحجرِ و كلِّ طفلٍ وُلِدَ
و من ذاكَ الذي لم يُولَد بَعد
لا أدمعَ عندي تعتذرُ من التّرابِ و النّهرِ
من الهواءِ و الطّيرِ
لا أدمعَ عندي
لا أدمعَ عندي