قلم الرصاص: بشير قطنش – ليبيا
———
استوقفني ذلك الاستفهام الذي اتخذه مشجبا يعلق عليه أحماله المضنية مفاده ( إذا كان الإنسان لا يخطي فلما زينوا قلم الرصاص بممحاة ) ؟ ، فوجدتني أسر له : نعم نحن بشر ولسنا بملائكة منزلة بل خطاؤون ، وعلينا أن لا نتوكئ كثيرا على طبيعتنا البشرية و ضعفها لنتخذها ذريعة للظلم ، وسيفاً أعمى يقطع الناس بالخوض فيهم وجرحهم ونهش أعراضهم ، أ ليس طول القلم لحجم الممحاة المعلقة بأخره واضح حسب قانون النسبية ، وحيث إن التلاميذ النجباء يستهلكون القلم ويبقى من الممحاة الكثير ، فإنه جُعل لمرحلة عمرية محدودة لتأتي مراحل استعمال القلم الجاف ومن بعدها الارتجال والاستغناء عن كل ذلك جزئيا أو كليا ، ختمت قولي له : قللوا أخطائكم وحاصروها بحسناتكم فالبشر لايجازي الحسنة بعشر ولا السيئة بمثلها ، ( انتقلوا عبر مراحل الكتابة سريعاً ولا تحاصروا عقولكم في خانة الأطفال في عيوننا دائماً ) قلتها هذه الأخيرة في نفسي وتركته يحملق في السماء يبحث عن …… ورحلت .
————