كتاب وشعراء

حكايات الصحراء……شعر عبد اللطيف شاكير

العاصفة نسيم الصحراء العليل
تُذَكِّرُ الجياد بمهدها
والفرسان بجنة الله.

في الصحراء،
تتعرى الشمس قبل مغيبها
تتوسد تلة الوحي
لترى أحلامها بنور القمر.
وعند الشروق،
تغسل وجه النخلة المتطلعة لدفئها،
تنكشف وجوه النسوة
كَمَاسَاتٍ تزين التلال.

كل شيء ساكن،
إلا عراجين الثمالة،
تُسْكِرُ قبل عصرها.
والسعاة حيارى،
في حلمهم الحثيث.

ْتلك الأبواب طُمِرَت
كانت لاتزال مفتوحة في وجه الغرباء،
طوبى للغرباء وصحبهم،
إذ صاروا لسانا في فم السرداب العريض
فمن يحكم السرداب ؟
ومن يلجم الغرباء؟
غادروا برزخهم قبل أن يجيبوا عن السؤال.

من قال أن النوارس لا تقيم أعشاشها؟
على هذا المدى البعيد من النور،
عبر رحلة الشوق والخوف؟
ولاتغريها سماؤها بإنشاد القصائد
والرقص في الخواء
عارية من كل شيء؟.

من قال أن الدمع الذي سكبناه
لم يصر بلورا يحمله النهر
يوشح خصر الصحراء
لتنسى حكايات ألف ليلة ليلة
وأولئك الذين قفزوا على خصرها
ذات غفلة من نور.

كبر الحلم،
فضاقت به الواحة
كتبته سيرة على وجه الماء
يفضحها الورد المتشوق لسيرته الأولى
يعبر شرايين الواحة المتكلسة
محملا بأنين الأغنيات
دم التاريخ المغدور،
والكثير الكثير من الخيبات.

عبق التاريخ منسي ها هنا
زعانف قديمة، بقايا أجنحة
وغبار الحوافر
الذي أثقل كاهل الأرض
تعطسه الصدور.

لم يطو الكتاب بعد
تتصفح الرمال حكاياته
وللصراخ بقية فينا،
تفوق الكثير الممحوق منا
تحمله الريح لسان حال
يوقظ صمت الفجاج.
وحفيف النخل لازال يعزف لحنا
تنشده الأطفال مستمطرة ضرع السماء.
هكذا كانت البداية،
وللحكاية صولات أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى