كتاب وشعراء

°•♡ رجفة قلب ♡•°…….✍شعر : وليد الحريري

رجفة قلب

تُسافِرُ الرُّوحُ لا تدري بمُغترَبي
ولا تُبالي بما في العمرِ من تعَب ِ

ساءَلتُكِ اللهَ كم جاوزتِ مُنكسِراً
تقاذَفَتْهُ سِهامُ الموتِ لم تُصِب ِ

تُصَارِعُ القلبَ لا رِفقاً بطيبتهِ
ولا سلاماً يُهادي خفقةَ الّلهَب ِ

ياغُربةَ الرُّوحِ ذي الأفكارُ تعبُرني
لم ألقَ وجهاً.. يُداري دمعةَ العتَب ِ

صُراخُ نبضي تمادىٰ في مُحاوَرتي
وأجَّ ناراً كأنْ شكواهُ من حَطَب ِ

والعينُ أضحَتْ على الذِّكرى فما غفِلَتْ
ووابلُ الدَّمعِ سحّاً غيرَ مُنحَجِبِ

في الّليلِ أغدو كظلٍّ ألَّفتُهُ رُؤى
مِن الحكايا ومِنْ دوّامةِ الغضَب ِ

عنوانُ صمتي .. خريفٌ مَدَّ أحرُفَهُ
في سطرِ قلبي وذي الأحزانُ لم تغِب ِ

ياويلَ قلبي من الذّكرى وما صَنَعَتْ
ولا تزالُ تصُبُّ الآهَ في كتبي

لا تعذلوني.. فقد مزّقتُ خارطةً
فيها الظّنونُ تراءَتْ في مدى الهُدُب ِ

لا تسألوني.. فبَوحي ريحُهُ انتفَضَتْ
على زماني .. غداةَ التّيهِ في العجَب ِ

مُقيَّدٌ .. وجنونُ الرُّوحِ لفّ يدي
بقيدِ سُؤلٍ له الأحلامُ لم تُجِب ِ

مُحاصَرٌ.. وعيوني ترتجي سُبُلاً
ضاعتْ تِباعاً بشعرٍ ذابَ في الوَصَب ِ

آثرتُ أمضي بلا تاريخِ أمنيةٍ
كم طالَ فيها شُرودٌ عن سُرى الشُّهُب ِ

هذي سمائي تلاشتْ في سرابِ غدٍ
ماعدتُ أملكُ إلا الشَّوقَ في السُّحُب ِ

هذي دُروبي تناسى الغيثُ أعيُنَها
أرنو إليها ومافي الكفّ من رُطَب ِ

أدنو إليها لعلَّ الحُبَّ يُسعفُني
كيما أُعيدَ إلى الأسفارِ صبْرَ نبي

كم يُؤلِمُ الشَّوقُ حينَ النَّبضُ يسطُرُهُ
بحبرِ عينٍ يُساقي لوعَةَ الأَدَب ِ

إنّي أَبِيتُ وفِكري مُنهَكٌ ألِقٌ
عينٌ على الموتِ والأخرى على الكُرَب ِ

لم ينفدِ الصَّبرُ لكن شحَّ مَنبَعُهُ
ربّاهُ فارحمْ فؤاداً شابَ في الطّلب ِ

خمسونَ مرّتْ وحرمانٌ يكبّلُها
بقيدِ قهرٍ وكَمْ فيها من النَّصَب ِ

هل من رجاءٍ ليومٍ أستريحُ بهِ
فلا أُعَاني من الأوهامِ والوَصَب ِ

للهِ أشكو حياةً لا سُرورَ بها
ووحدهُ الموتُ يُنهي رَجْفَ مُغتَرِب ِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى