كتاب وشعراء
آلة الزَّمن……شعر أحمد مجيب هاشم
يآلةَ الأزمانِ لا تَحتاري
هيَّا لِنَشكوَ ذا الزَّمانَ الجاري
هيَّا إلى زَمَنِ العروبةِ نسْتقي
مِنهُ العروبةَ والشَّموخَ الواري
هيَّا إلى المُختارِ نرْتِقُ جرحَنا
ونخيطُهُ بالعزمِ والإصرارِ
هيَّا إلى عَهدِ النّبيِّ وصَحبِه
نَرويْ لَهم مَا حلَّ بالأوكَارِ
نَرويْ لَهَم وطَنَاً تمزّق مجدُه
شَتَّىً وَبَاتَ يَشُحُّ بالأَحرَارِ
نَرثي لَهُم وَطَنَ العُروبَةِ مَيِّتاً
كيفَ اكْتسىَ بِالذُّلِّ والإفِقارِ..؟!
وَطَنٌ لَحَاهُ المَالُ ..أَشغَلَ أهلَهُ
حبُّ الغُنَى ومَعَازِفُ الجِيتارِ
من ذا الذي أسماه عصرَ حدَاثةٍ..؟!
أيْنَ الحداثةُ مِن زمانٍ زاري.. ؟!
***
هيّا إلى بِلقيسَ ننِصِبُ عَرشَها
مَجْداً ومُلْكاً كانَ بالأمْصَارِ
هيَّا إلى أسوارِ بابلَ نَقتديْ
مِنْ فنِّها وبَرِيقِها المِعمَاري
هيَّا إلى الأنباطِ كمْ هيَ روعةٌ…!
يآلتي وحَضَارةِ الأنبارِ
هيَّا إلى أهرامِ مِصرَ نَطُوفُ كَيْ
نَدرِي بما سَرِقوه مِنْ آثارِ
نَدرِي بما سَرِقَتْه أيدي الغَربِ مِن
إِرثٍ وأَشْرَتْنَا السِّلاحَ النَّاري
تاراً -وباسمِ العِلْمِ- تَسْرِقُ إرثَنا
أو نِفْطَنا -بِمزاعِمَ الإعمَارِ-
أنْمَتْ بِنَا الإرهابَ وبِهِ تَبْتَغي
طَمْسَ العُروبةَ واحتِلالَ الدَّارِ