كتاب وشعراء

أنتم الناس معشر الشعراء …..شعر على حزين

يا معشر الشعراء تكلموا ..

تكلموا , ..؟!!

ارغوا وازبدوا

فإن الكلام ليس محرَّم

ونحّوُ السكوت جانباً

فمن الخير ألا تسكتوا

ارفعوا عقيرة صوتكم بالغناء

نوحوا كحمائم بيضاء

أو نوحوا كما تنوح النساء

المهم ألا تسكتوا

املأوا الدنيا صخباً , أو ضجيجاً

قولوا قولاً ثقيلاً 

ولا تقولو قولاً هزيلاً ,

قلوا جَدّاً ,

ولا تقولوا هراء

*

يا معشر الشعراء

هذا زمن الغربة والغرباء

زمن ماتت فيه حمرة الحياء

والمروءة تبحث عن أخلاء

زمنٍ انتحرت فيه الفضيلة

وانتشر فيه الغباء

هذا زمن السفهاء

زمن البلهاء

زمن ضاعت فيه النخوة والكرامة

والعفة وجدوها معلقة

في رافعة الراقصات

واختلط الحابل بالنابل

واستشرى فيه الخَطْبْ

واستفحل فيه الداء ,

وعز الدواء على الداء

والفضيلة انتحرت رمياً بالرصاص

والشرف انتحر بكبرياء

والنخوة , والشهامة , والمروءة , والعروبة

كلها أضحت شعارات جوفاء

*

يا معشر الشعراء أين أنتم .؟!!

الستم احياء , أم متم

لا أبَّ لكم

وأين قصائدكم القوية العصماء

أين خناجركم , حناجركم  

كي تهتف للربيع ,

وزنابق الحقل , وللحياة

كى تصلُ عنان السماء  

أجيبوني أين أنتم ..؟!!..

أليس فيكم من بقية , نقية

من الشجاعة , والانسانية

أين أشعاركم ..؟!

ألم تكن يوماً نوراً

يستضاء به على الدرب   

بربكم أسألكم , أين أنتم ..؟!!

قصائدكم ماذا تكون هي ..؟!   

إن لم تحرروا بها الأوطان

وتقطعوا بها روؤس الشياطين

وتطهروا الأرض من رجز الأوثان  

وكل طاغية , ووغد , وكل خائن

*

يا معشر الشعراء أما كفاكمُ

شعراً ميتاً لا حراك فيه

شعراً باهتاً هزيلاً

لا يُحَرّك ساكناً , شعراً عادماً

لا يساوي فتيلاً

ولا يزن نقيراً , ولا قطميراً

لا يقدم ولا يؤخر

نهيقاً , نعيقاً , صراخاً , عويلاً 

شعراً لا يحرك شعرةً واحدةً 

ولا يحرر أرضاً , ولا ضميرا

ولا يقود للعُلى مسيرة

شعراً بارداً لا حراك فيه

لا يحرك نملة للأمامِ ولا للخلف

ولا يوقظ أرنباً من نومه كسولاً

*

يا معشر الشعراء

يا طالما صلتم وجلتم

قلتم , وقلتم , وقلتم

وصدَّعتم رؤوسنا بما قلتم

بما لا نفع فيه ,

وبما لا يسمن, ولا يغني

ولا طائل منه شعراً هزيلا

ولبستم فينا ثياب الواعظينا

وألبستم الباطل ثوب الحق

وكنتم للحق مضيعينا

وورائكم يوماً عسيراً

وشراً مستطيراً

يا معشر الشعراء

إن لم يكن شعركم خطيراً

ويكون فأساً وقنديلاً

إن لم يكون شعركم أداة للتغيير ,

للفقيرعونا , وللمستجير ,

ويحرر الأقصي الأسير

إن لم يكسب الشوط الأخير 

إن لم يوقظ الضمير 

ويخط للشعوب المصير

ويشرف للتغيير

فلا كان الشعر ولا كنتم ,

ولا كان التغير , ولا كان التعبيرَ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى