كتب ومكتبات

“النزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”..إصدار جديد للدكتور محمد عصام

 

كتبت-هالة ياقوت

عن مجموعة النيل صدر حديثا  “النزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” للباحث الدكتور محمد عصام  ، يُعالج الكتاب دينامية التحولات الجيوسياسية، وهو موضوع شديد التركيب والتعقيد في الوقت نفسه، خاصة أن المنطقة، موضوع البحث، تواجه بشكل غير مسبوق العديد من المتغيرات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والديموغرافية، خصوصًا في مرحلة ما عُرِفَ بالربيع العربي، ما يعني تغييرًا ممنهجًا للمنظومة السياسية والأمنية الممتدة على طول المنطقة. اعتمد الكتاب على عدد لا بأس به من النظريات حول العلاقات الدولية ودور المؤسسات العسكرية في صياغة السياسة الداخلية لبلدان المنطقة، وتأثير الصراعات المسلحة ودورها في إضعاف اللاأمن وتغيير الخرائط والحقائق الديموغرافية وتأخير فرص التنمية المستدامة التي لا استقامة للمجتمعات من دونها. كما يكشف الكتاب عن العديد من الجوانب الداخلية والخارجية المساهمة في إدارة الصراعات المسلحة في المنطقة، على اعتبار أن هناك علاقة عضوية بين بلدان المنطقة أسهمت في انتشار الاضطرابات والنزاعات من بلدٍ إلى آخر بما يشبه العدوى وفقًا لـ”نظرية الدومينو”، كما يقف الكتاب على تشابه هذه الدول من خلال معاناتها من أزمات بنيوية خانقة ومن إرثٍ ثقيل لأنظمة سياسية تواجه أزمة شرعية، وفشل في تقديم بدائل تنموية ناجحة. ويقف المؤَلَّف أيضًا على ما أصاب المنظومة الجيوسياسية العربية من خللٍ وتغييرات، وما نَتَجَ عن ذلك من تكريسٍ للسلطوية والتبعية للخارج، ومحاولة معرفة الخلل الذي يبقى السبب الأساسي لتراجع الشعوب العربية عن رَكْبِ التنمية والتقدم.إجمالاً، ما يميز الصراعات المسلحة الحالية هو الانتقال إلى مستوى آخر من الحالة الصراعية، مستوى يمزج بشكل غير مسبوق بين الفاعلين غير الدوليين والقوى الخارجية، ويتميز بعدم ثبات التحالفات واستقرارها، وبانتشار الجماعات الإرهابية والقتال العابر للحدود الوطنية والصراعات القائمة على أساس الفروقات الإثنية، القبلية والجماعات الدينية المتطرفة. والمحصلة النهائية تكمن في تغيير نمط الصراعات الداخلية والصراعات الحدودية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.كما واصلت الاستراتيجيات العسكرية المتنافسة إنزالها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال المساعدة على تفجير الأوضاع الداخلية وتفريخ المزيد من النزاعات المسلحة، والحروب الأهلية وخلق بؤر التوتر في مختلف أرجاء الوطن العربي بحثًا عن التموقع مجددًا كلاعبين دوليين وإقليميين في المنطقة، والحرص على رسم معالمها المستقبلية عبر منطق المواجهة والتنافس تارة، ومنطق التحالفات تارة أخرى.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى