منوعات ومجتمع

هنا وفيق تكتب : وطن يسكننا !

وطن !!
قال تعالى “وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا
‎تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127 ) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 128 )
‎يقول الله سبحانه وتعالى لرسوله صل الله عليه وسلم اذكر عندما كان إبراهيم يرفع القواعد من البيت .. وجاءت “يرفع” هنا فعلا مضارعا لتصوير الحدث الآن في المستقبل. ولكن هل يرفع إبراهيم القواعد من البيت الآن؟ أم أنه رفع وانتهى؟ طبعا هو رفع وانتهى، ولكن الله سبحانه وتعالى يريد أن يستحضر حالة إبراهيم وإسماعيل وهما يرفعان القواعد من البيت .. والله يريد من المؤمنين أن يتصوروا عملية الرفع، فلم يكن إبراهيم يملك سلما حتى يرفعه ويقف فوقه، ولم يكن يملك “سقالة” .. ولكن غياب هذه النعم لم يمنع إبراهيم من أن يتحايل ويأتي بالحجر…
ولنا المثل الاعلى فى سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل عليهم الصلاة والسلام لم يمتلكا القواعد الاساسية للبناء ولكنهم اخلصوا النية للبناء ورفع قواعد البيت الحرام وتم البناء باخلاص النية والدعاء ..
اى ان لا استسلام اذ لم تمتلك اى شىء لا يمنعك هذا من ان تجتهد … اذا اردت عمل اى شىء خطط واجتهد واخلص النية وابدأ حتى ولم تمتلك المال الكافى ابدأ بالقليل القليل وهذا كفيل للنجاح افضل لك من ان تجلس وتندب حظك وان تنتظر العطايا من هنا او هناك .. خلقك الله واعطاك مقومات فرض عليك استغلالها وألا تتركها … اشتغل على نفسك حاول ان تزيد معلوماتك .. قم بدراسة لغات اخرى … اطلق العنان لنفسك .. اكثر من تعلم التقنيات الحديثة للكمبيوتر .. اكتشف الموهبة التى بداخلك وحتى وان كانت بعيدة عن مجال دراستك .. ادرس مقومات نفسك وحاول تقويمها وعليك الاستفادة من كل ذرة وكل خلية ما زالت تعمل بداخلك … هذا ان اردت نجاحاً ومركزاً مرموقاً نفسك تهفو اليه !
اما اذا اردت ان تجلس على المقهى وان تحتسى البارد والساخن وتلعب الطاولة وتدخن الشيشة وتلعن وتسب فى الايام والدراسة وانك لا تجد ما تنفقه وان هناك من يتولى الصرف عليك فهذا سهل يسير ولا يحتاج مجهود منك غير النوم ..
والكثير الكثير من الشباب يلجأوا الى ذلك الطريق فهو السهل اليسير .. لم يتعودوا على العمل والمثابرة فهل هذا عيب تربية ولا عيب مجتمع !!!
الوالدين الذين يقتلوا انفسهم فى العمل لتوفير نفقات الدراسة لأولادهم السبب .. يواصلوا الليل والنهار عمل وكد للمال فقط وينسوا ان الابناء يجتاحوا الى التربية اكثر من المال .. التعود على الاعتماد على انفسهم والمساعدة فى البيت هذا جزء من بناء شخصيتهم وانتاج فرد عامل منتج فى المجتمع اعتمد سيدنا ابراهيم على ابنه اسماعيل فى البناء .. علمه الاعتماد على نفسه والعمل … ليس معنى انك تعمل وتكد ان تترك الحبل على غاربه لابنك .. وتكون انت حصالة فقط متى اراد المال تحصل عليه وينصرف … هذا ليس دلال وعطف وحنية من الوالدين للابناء انه طريق لهدم عضو يجب ان يكون مفيد فى المجتمع …
وقد يتحمل المجتمع عبأ كبيراً فى انتاج الفرد العامل فتوفير الدراسة التى تخدم بناء الدولة وانشاء المراكز التى تحتوى الشباب وتكتشف مواهبهم وتعمل على ثقلها مسئولية مجتمع ….
اذا تم الوعى بأن الشباب العامل هى صناعة مهمة يجب التركيز عليها واتقان صناعتها ورعايتها منذ نعومة اظافرها .. امتلكت وطناً ناجحاً !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى