كتاب وشعراء

الكاتبة الفلسطينية هناء عبيد ل”العربي اليوم “أتاحت وسائل التّواصل الاجتماعي الفرصة لجميع من لديه موهبة أن يظهرها، فلم تعد الكتابة مقتصرة على فئات معيّنة

جوار : رضوان بن شيكار

 كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟

مهندسة مدنيّة، من القدس، أقيم في شيكاغو مع عائلتي، عاشقة للغة العربيّة، أكتب الرّواية والمقالة والقصّة القصيرة، نشر لي رواية هناك في شيكاغو، وهناك رواية أخرى في طريقها للنشر إن شاء الله.

 ماذا تقرأين الآن وماهو اجمل كتاب قرأته ؟

أقرأ الآن رواية سماء قريبة من بيتنا لشهلا العجيلي، وبصراحة كلّ عمل يعجبني، حيث أتعرّف من خلاله على تجارب الآخرين، ربّما أجمل كتاب قرأته كان رواية ظلّ الرّيح لكارلوس زافون.

 متى بدأت الكتابة ولماذا تكتبين؟

بدأت الكتابة منذ صغري، لكنّها زادت كثافة بعد غربتي، أكتب لأتواصل مع النّاس، ولأوصل تجاربي ووجهات نظري إلى الآخرين، فقد يكون فيها مساهمة للتّغيير ولو بأضعف الإيمان، كما أخفّف من خلالها وجع غربتي.

 ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين الى التسكع في ازقتها وبين دروبها؟

بلا شكّ مدينة مولدي القدس، فهي تسكن قلبي وكلّ ذرّة في كياني.

 هل انت راضية على انتاجاتك وماهي اعمالك المقبلة؟

لست راضية بالقدر الكافي، كنت أتمنّى لو أنّني بدأت النّشر مبكّرًا، وربّما عدم الرّضا يعدّ خطوة للمضيّ قدمًا نحو الأمام وبذل مزيد من الجهد لنصل إلى ما نرموا إليه.
بالنّسبة لأعمالي المقبلة؛ لي رواية ثانية، ومجموعة قصصيّة ويوميّاتي مع كورونا في شيكاغو، أتمنّى نشر هذه الأعمال في أقرب وقت.

 متى ستحرقين اوراقك الابداعية وتعتزلين الكتابة بشكل نهائي؟

حينما أنتهي؛ فالكتابة بالنّسبة لي توأم الرّوح.

 ماهو العمل الذي تمنيت ان تكون كاتبته وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟

لم أتمنّ يومًا أن أكون كاتبة عمل غيري، فلكلّ منّا بصمته الخاصّة الّتي تميّزه.
في الكتابة أفضّل مكانّا هادئًا بعيدًا عن الضّوضاء وتشتيت الانتباه؛ وأفضّل سماع موسيقا هادئة، لكن مع وجود العائلة حفظها الله، الأمر يعتبر مستحيلًا، لهذا عوّدتّ نفسي أن أكتب في أيّ ظرف، فأنا أكتب باستخدام الهاتف، وفي أيّ مكان كان، فقد أكتب في الحديقة أو السوبرماركت، أوحتّى في غرفة المعيشة أثناء مشاهدة عائلتي للتّلفاز كما أفعل الآن في هذه اللحظة.

هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها ام هو مجرد مغرد خارج السرب؟

الكاتب بالطّبع لا يغرّد خارج السّرب فهو جزء من المنظومة الاجتماعيّة، لكن بكلّ صراحة وللأسف لم يعد للكلمات الصّادقة تأثيرها الكبير، فقد طغت الأقلام المأجورة، الّتي تحاول بسمومها قتل الكلمة الطّيبة، لكن بصيص الأمل سيظلّ أمام ناظر القلم النّزيه.

 ماذا يعني لك العيش في عزلة اجبارية وربما حرية اقل بسبب الحجر الصحي؟وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟

لم أتأثّر كثيرًا بالحجر الإجباريّ، ربّما لأنّني بيتوتيّة بطبعي، وإن تأثّرت فقد كان باتجاه ايجابيّ، حيث أصبح لديّ وقت أكبر للكتابة، واكتشفت بعض المواهب الدّفينة عندي، أمّا العزلة للكاتب فقد تمثّل مساحة أكبر للإبداع دون قيود إن كانت اختياريّة وقد تتحوّل لقيد إن كانت مفروضة، وأظنّ أنّ طبيعة كلّ شخص لها دورها في تحديد مسار هذه العزلة،
شخصية من الماضي ترغبين لقاءها ولماذا ؟

لا أظنّ أنّ لديّ رغبة بلقاء شخصيّة من الماضي..

ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟

الخيرة فيما اختاره الله، لا أظن بأنّني سأغيّر أيّ جزء من حياتي، لكن ربّما تمنّيت أن أتخصّص في علم الصّحافة والإعلام إضافة إلى تخصّصي بالهندسة المدنيّة.

 كيف ترين تجربة النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، و ما رأيك في تأثير ذلك في كتابتك أو كتابة زملائك ممن ينشرون ابداعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي؟

بلا شكّ أتاحت وسائل التّواصل الاجتماعي الفرصة لجميع من لديه موهبة أن يظهرها، فلم تعد الكتابة مقتصرة على فئات معيّنة وبالطّبع الأعمال الجيّدة ستظلّ خالدة وما عداها سيذهب مع الرّيح، عن تجربتي الشّخصيّة، أعتبرها تجربة ناجحة ايجابيّة فقد أنعمت هذه الوسائل عليّ بقراء يستحسون كلماتي، وكذلك الوضع لجميع الزّملاء، فمواقع التّواصل الاجتماعيّ منابر ثقافيّة لها ثمارها الطيّبة في ساحة الإبداع.

صياغة الاداب لايأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية .كيف كتبتي :روايتك هناك في شيكاغو؟

ما تفضّلت به هو الحقيقة بعينها، هناك في شيكاغو رواية ارتكزت دعائمها على وجع الغربة في بلاد المهجر، فيها أنين البعد عن الوطن وصعوبة التأقلم في بيئة تختلف عن الوطن الأم، فيها معاناة شعوبنا العربيّة في بلاد الغرب بعيدًا عن أوطانهم، فيها التّجارب الايجابيّة الّتي أتاحتها شيكاغو العاشقة لسكّانها من مختلف الجنسيّات، تقاطعت ظروف نسرين بطلة الرّواية معي في الزّمان والمكان والظّروف، وهكذا خُلِقَت رواية “هناك في شيكاغو” روايتي الأولى.
ما الذي يريده الناس، تحديداً، من المبدع؟ و ماجدوى هذه الكتابات الابداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الانسان الى الكتابات الابداعية ليسكن الارض؟

الإبداع وجد منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض، هو ضرورة كالماء والهواء، هو مساحة للتّنفيس عن آلامنا ورقعة لتأريخ أحداث حياتنا، ومرآة لأحوالنا، ووسيلة لعرض مقترحات قد تساهم في حلّ ما يواجهنا من صعاب، فكيف إذن سنستطيع العيش على الأرض دون تلك الرّئة الّتي تمنحنا الحياة، أما ما الّذي يريده النّاس من الكاتب؛ فهو أن يكون مرآة تعكس حياتهم وقضاياهم ومعيشتهم، وأن يقدّم مقترحات وحلولًا قد تكون طوق نجاة لهم.

 هل يعيش الوطن داخل الكاتب المغترب أم يعيش هو بأحلامه داخل وطنه؟

كلاهما، فالوطن يسكننا أينما ذهبنا، بجذوره ولغته وتراثه وأصالته، وأحلامنا دومًا تفترش أرض الوطن، الوطن توأمنا أينما كنا بواقعنا وأحلامنا، بآلامنا وأفراحنا.

 الى ماذا تحتاج المرأة في اوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز.الى دهاء وحكمة بلقيس ام الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟

لست ممن يحذون حذو الآخرين في تحقيق مأرب لي، فلكلّ منّا رؤيته الخاصّة، أجد بأنّ المساواة تتحقّق من ذواتنا حينما لا نسمح لأحد بأن يعاملنا بدونيّة، ليس لأحد أن يفرض آراءه وأفكاره علينا، وليس علينا أن نقبل بما لا يتناسب مع قدراتنا، ولسنا مطالبين بإنشاء المنظّمات الّتي تحمي حقوقنا لأنّ ذلك يزيد من مساحة التّباعد بين الرّجل والمرأة وكأنّنا فرق متضادّة، بل على كلّ سيّدة أن تتشبّث بحقوقها كاملة بما يتناسب مع مهارتها وقدراتها ومؤهّلاتها.

 اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟

أجمل ذكرى تكون باستقبال ورود تبهج الحياة، وهذا ما كان حين حضر أبنائي إلى هذه الأرض، أمّا أسوء الذّكريات فكانت بفقدي أعزّ الأحباب.

 كلمة اخيرة او شئ ترغب الحديث عنه

أتمنّى أن يعمّ الأمن والسّلام على البشريّة وأن يكون القلم رفيق الخير والكلمة الطيّبة، وأخيرًا أقدّم شكري الجزيل لك أستاذ رضوان على هذه الفرصة الطّيبة للالتقاء بمحبّي الكلمة والأدب..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى