كتاب وشعراء

صهيب الزيادي يكتب … سيدي عذراً

سيدي عذراً ..
أخجلتني نظرتك..
أسقطتني في الهاوية ..

نعم .. اغتصبوا النساء علانية
نعم.. قصفوا المآذن العالية
نعم.. صرخت قدسنا ولا أذناً صاغية
وحلب صارت تحتضر والقلوب لاهية
نعم ..دمرت صنعاء والأكف واهية
وبغداد في كفن الغرب جثة هامدة..
نعم..قبلنا أيادي العدا والرأس انحنى ذلاً بنفس خانعة..
نعم ..بعنا العروبة والسيادة وصرنا لسادة الغرب ما بين عبدٍ وجارية ..
لأجل ماذا ؟ لأجل عيشة هانية.

سيدي..أخجلتني نظرتك
فلست وحدي من جثا..
كل الشعوب جاثية..

نعم .. تنتحر عفيفات حلب كي لا يقال زانية..

نعم تعددت ألوان العمائم والمذاهب تربو عن ثمانية ..

نعم.. تزاحمت قتلانا تحت التراب..
فمقابر الأوطان ما عادت كافية..

نعم.. أصبحت حقائب الفرار على كل البحار طافية..

نعم.. تركنا السيوف ولهثنا خلف كأسٍ وغانية

سيدي إني أدري..
فكف عني نظرتك الساخرة..

نعم أصبحت المساجد من الراكعين خاوية
نعم أصبحت رايات الجيوش قطع قماش بالية

نعم.. على أكتافنا بنادق
لكن قلوبنا من الشجاعة خالية..

نعم ..مدافعنا صارت حديدة جوفاء صامتةً و صادئة

نعم اشتاقت الصحراء ليوم عز يشهده حتى الزبانية
نعم أصبحنا دويلات تؤشر للسياف الأولى على الثانية
نعم نعطيهم النفط بلا ثمن خوفاً من ضربة قاضية
سيدي لاتنظر هكذا
نعم يتقاتل المسلمون ولا ندري لمن القطوف الدانية
نعم ساد الحرب وساد العبوس وأصبحنا في هاوية
نعم عقدنا بعدك الف مؤتمر ولا زالت هزلاً سارية
نعم صرخت العروبة ليلاً وذهبت بعد موتك عارية
نعم عظمت جروح الأمه من يوم دفنك وهي دامية
فكفاك نظراً لكي أجيد لك ترتيب الحروف بقافية

صهيب_الزيادي

2020/11/8

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى