كتاب وشعراء

هيا يا سلوى هيا ……………..بقلم // وثيق القاضي

هيا يا سلوى هيا .

أنتِ تعلمين أنني أنبذُ العادات والتقاليد السخيفة التي يراها والدك كآيات القُران ، من يقدسها كما يُقدس الإله ، ويحافظ عليها كما يحافظ على حدقات عينيه ، ِ من أنتزع منكِ هاتفكِ وجعلكِ معزولة عن هذا العالم ، من تَعمد رَميكِ كقطة في زاوية غُرفتك ، تلك الغُرفة التي أحتضنتنا قبل عام من الحرب ، عندما أشتقتُ إليكِ كما تشتاق الأرض القاحلة للغيث فتسللتُ إليكِ خفية في موسم الحُب الأخضر ، قطفتُ الورود من وجنتيكِ وزرعتُ التوت في شفتيكِ المقوستان كشريم الفلاحين ،

عندما كنا نرتب لموعد الزفاف والقُبل والعِناق ، وبعد أن علم أنني أريدكِ شريكة صَرخ في وجهي صرخة مدوية ، نهرني بقوله أنني أنتمي لطبقة الكادحين وأنكِ من عائلة غنية وقَبيلة ضخمة وأنني من قبيلة تشبه قبيلة المُهمشين وأنني لستُ العاشق الذي يليق بكِ رغم أنني اُحبكِ حباً عظيم فقام بتهميش حُبنا دون خوفاً من إله الحُب .

أخبرتني جارتكِ يارا أن أباكِ يمارس ضدكِ كل العنجهيات التي لا تمت للحب و للدين بصلة والسببُ حين علم بذكريات الغُرفة، حين مكثنا سوياً لساعات بيضاء ، حدثتني بأن والدكِ لم يكتفي بتهشيم هاتفكِ و زجاجات عطركِ والكُحل وإخفاء عُلب مكياجكِ وإحراق فساتينكِ وحمالات صدركِ فحسب ، بل أنه أجبركِ على لبس الجلباب الأسود الذي يشبه الشياطين حتى وأنتِ تقبعين في سجن غُرفته المُعتمة كالقبور ،

والدكِ الوقح كتاجر حرب ، من يطرح عليكِ قوانين سخيفة كخُطب كهنة الأديان ويقسمُ أنك ستؤمنين بقوانينه الساذجة يا أيتها المرأة الحداثية ، غصبكِ على أن تضعي الهُرد الأصفر في وجهكِ الأبيض كليلة قمرية وأن تتعطري بمعجون رِجال الدين ، ذلك المعجون الذي من خلاله يؤمن والدكِ بأنه سيكون كفيلاً بطردِ الشياطين من حولك لكنه لا يعلم بأنني اِنسان عاشق حد الثمالة ، لستُ شيطاناً البتة .

أنتِ فتاة جميلة يا سلوى ،، تعشقيني كما أعشقكِ وأكثر لهذا السبب لن أترككِ وجبة للوحدة وللعادات والتقاليد السخيفة ، فاتنة عذبة لا يليق بكِ الإختفاء ، لا يناسبكِ ذاك الردى العريض كفم كاهن حين يعوي من المَنبر ، أرجوكِ فُكي القيود ، إصرخي من خلف القضبان ، إضربي عن الطعام ، إفعلي أي شيء كي تتنتصري على سخافة العادات والتقاليد ،

إطلقي العنان لحريتك ِ، حَلقي عالياً في السماء، في سماء الحُب يا سلوى ، ضعي له سُماً وسط الطعام ، إصنعي من خصلات شعركِ حبالاً ومن قدميه إسحبيه وفي المشنقة إشنقيه ، حَولي أسنانكِ إلى رصاص وإبتسامتكِ إلى صواريخ وقَهركِ إلى عواصفٍ من رياح وتنهيداتكِ إلى حجارةٍ مِن سجيل ، هدميه ، بعثريه ، شتتيه ، ومن الوجود إخفيه كي تنتهي المهزلة ونفوز نحنُ وينتصر الحُب على العادات والتقاليد والقبيلة .!

مُجرمٌ كأبيكِ لا يستاهل أن يعيش ، إنه عالة على هذا الكوكب ، وحجر عثرة في طريق حُبنا الصافي كقطرات المطر ، إقبضي خنجراً حاداً وفي جسده إغرسيه ، إرديه قتيلاً ومن ثم إلعنيه ، إحرقي جثته وإنثري الرماد في كل سهل وجبل وواد ، إفعلي أي شيء دفاعاً عن حُريتكِ وحياتكِ الشخصية وبدون ترتيب ، أنتِ أميرة مملكتك ، كل شيء جائز عندما يتعلق الأمر بالحرية والحُب ، كوني ثائرة ، لا ترضخي للقوانين الهشة ، لا تصمتي ، لا تسكتي ولا تخافي ،

كوني قوية كالفولاذ وكسور الصين العظيم، لا تضعفي أمام هذا العبث الذي يمارسه والدكِ يا من تشبهين الرحيق ، إفعلي أي شيء يا سلوى كي نتعانق سوياً ، كي نتغلب على الوحدة وعلى هذا الصقيع الذي لا يرحم ، من يتغلغل في أجسادنا وينخر عظمانا دون رحمة وإذ لم تستطيعي أن تفعلي شيئاً مما ذكرت لَفلفي أغراضكِ وإهرعي صوبي ، نَهرب إلى جبلٍ بعيد ، ننجب من حُبنا أميناً وقاضٍ وعشرة شهود ، نَعقد القران وتصدح أفئدتنا بالأُغنيات والزغاريد ، نختفي سنوات ثم نعود وفي أحضاننا طفلاً جميلاً يناديه أبوكِ المُجرم يا حفيد كي يعلم ويعلم الجميع أن الناس سواسية كأسنان المِشط وأن لا فرق بين هذا وذاك ، بين عاشق وعاشقة إلا بالإنسانية والحُب .

#هيا_يا_سلوى_هيا

وثيق القاضي.
12-1-2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى