كتاب وشعراء

الإعلامي والشاعر المغربي سفيان حكوم يكتب … إشكالية التعليم والثقافة في الوطن العربي

آشكالية التعليم والثقافة في الوطن العربي

بين الثقافة والتعليم تتجلى المشكلات التي تشتكي منها أمتنا العربية ، فمن خلالها حاول البعض سياقة فكر وتفعيل سلوك الأفراد بما يساعد بينهم وبين طبيعتهم السليمة ، لأن نمو الفكر والعقلانية والفن الرفيع والأخلاق الملتزمة ، لا يمكن ان تصل الى الرقي في جو الاضطهاد والتسلط ، فإذا كان التسلط في بعض دول القارات سياسيا ، كأن يكون بآسم الحزب الواحد ، وفي بعضها الأخر تجاريا كأن يكون بآسم حرية الشركات والاعلان والدعاية المالية للثقافة ، وفي بعضها الثالث فكريا ، كأن يكون بآسم الفكر والتاريخ ، فإنه عبر الوطن العربي معظمه اصبح تسلطا مركبا يجمع كل هذه النماذج .
واذا كان التعليم النظامي اليوم هو الذي يضع الأسس في المشهد الثقافي لأفراد المجتمع ، فان ملامح ازمة الثقافة تبدو متينة الصلة بملامح المشكلة التعليمية في واقع امتنا العربية .
ويتضح ذلك من خلال التعليم في بعض الأوطان العربية على وجه الخصوص ، فهو يربي لنا انسانا شبه منعدم وآلي متجمد الحس ، غير قادر على استقلالية الرأي والفكر وتحمل اعباء التطور والنهضة والارتقاء ، ولا يمكن ان تؤدي هذه التربية الى نتاج بشري قادر على الخلق والابتكار والابداع ، ولا يعود ايضا النظام التعليمي الطفل على الممارسة اليدوية ، التي هي وسيلة من وسائل تثقيف الانسان ، ولا يأخذ الربط بين نوع التعليم ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الا على خجل .
ان جوهر ازمة الثقافة ومشاكل التعليم والتقدم الحضاري ، توجد في قضية التعريب ، ولا نعني بها الترجمة بل نعني استعمال اللغة العربية كأهم وسيلة للتعليم والثقافة والبحث والحياة اليومية ، لان لغتنا الأم ليست تعبيرا رمزيا فقط ، بل انها الوعاء الفكري للماضي والحاضر والمستقبل ، ولقد برهنت اللغة العربية على قدرتها في ان تكون واسعة الثقافة ، وقصورها اليوم من قصور المتحدثين بها ، ومن غير المنطقي ان نتصور نهضة ثقافية من الحاضر او المستقبل الا بها ومن خلالها .

سفيان حكوم آعلامي وشاعر من المملكة المغربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى