كتاب وشعراء

وطن البغايا . بقلم ليلى البكوش

تورد الفجر ذات يوم وكفت زهور الربيع عن الغنج

ولثم الندى اقحوان ثغر السماء وهي

تتوضا لصلاة الغسق وانبلاج رهف

الضوء المتخفي بين قبس نور يتهلل ونار تتبرج بالافول ويبتلي

الكون بحسن مارات عين لا قبلا

ولا ماتلى

والعين كاذبة تنسى أن رفت الهدب

ونامت الجفون غلابا

والحمد لرب الكون اذا اختلت العيون بالظلام لا تبصر الا وجهه

في القلوب تطلب انسا ودعاءا

مستجابا

ورياض القلوب قد يسقم وتحترق روحه لكن وجه الله اطل فاجل

رأى محمد خيوط الفجر

تزهر من قلبه قبل أن يفتح مقلتيه

وعن له ان يظل على سجيته

ممددا قد تنتهي الحياة وتعود الاجداث لخالقها

ويقف على صراط والماء النمير

يتلالئ بدل السعير المتلطم اجاجا

مجتمرا

والجنة على مصراعيها وفودا وفودا

كلهم على الصراط مختالين

وفتح ذراعيه ليسلم على الحلم المكتنز داخله

لقد استجاب ربي لدعائي فتورد الصبح وانثال الحر اريجا معطرا

وعبق الزهر ملا النسيم المغتر تبسما ولبس

ماحسن من كساء وقصد زقاق الطيب يهتدي إلى الطريق متعجلا

يجد في الوصول يصل بين ساعة

ونصفها

ليطرب بانتظارها ويرش العتبات

بعطر ان داسته بخمارها

علق الحسن بالتراب فيضوع عطرها

فيه يحمله قوارير

بين راحتيه تعطرا

إذ هي ولت واخذها الفناء الموصل

إلى حرم القبة التي ستعتلي فيها

العلية

داس عليه رهط وجمع كثر يتنازعون على الباب فهو شرف

وهم الإشراف

وهو بين الذل للقائها وذيول الديكة

المتهادية

بكنوزهم التي يحملها اذلاء مثله

وتبعهم إلى الممرات

الضيقه والشرفاء انتصبوا في المصاف الأوائل الدانيات

من الدنيا واسمها دنيا

مغنية جاءت من بلاد تحرم صوت النساء وصوتها كالمرجان في بحار ميتة وفسقيات في صحاري جرداء

وانبجس سحر لا توصيف يقنعه

دلالها غمد مذهب حلال نصله

ان مالت تمسك ذيل ثوب يغفر

وكل ذنوب الرقاب تتوب لرؤياها

تبدا منها تبر ماس اذا رف ثغرها

فحسبنا الشمس خسفت

إذ هي كواكب والقمر ينوس

وربي ان يغفر سجدت لها

فعشقها والله زادني إيمانا

وبدأ القمر يصدح باللحن والكلم

وانتظر محمد ان يعطيها عطرا

ومكتوبا مطويا منذ أمد

هي تتذكره فلم يفوت لها حفلا

وتحضر لنزولها

واستعد بكل الشغف

ولم يدرك ان المهر لا تعشق الا الخيول

والنخل السامق لا يرى الياسمين

وان فاح عطره

والأسود لا يليق بها الا القمم

واحتضن أحدهم يدها

وغابت بين حرسه لا يدري اهو قرين ام حبيب

دنيا. دنيا

التفت الجمع الا فجره الذي ينتظره

وركبت مركبة طولها أقدام وبقي

هو بين النعال يشم روح التراب

ويقول احد الحاضرين

تبا له

باع لنا الحلم سنينا وصدقنا ان الدنيا قد تزهو للحالمين

وتهوى ابنة السلطان ابن المعذبين

ويحرم الله الغناء لتمور الخزائن

بالعطايا ولا تسك النقود على اثداء

البغايا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى