كتاب وشعراء

صرخة…..شعر عبد الكريم سيفو

مُلقىً على جمر الحروف,وليس لي
غير الرحيــــل بذكريات حيــاتي

لا شيء إلّا الموت يحصد يقظـةً
ولذا أعــود كطعنـــــةٍ لسُـــــباتِ

أتحسّس الأحلام هل ماتت ؟ وهل
يصحو فـــؤادٌ ملّ من ســـكراتِ

أين الندامى ,والكؤوس , وضحكةٌ؟
قد فارقتْني مـــذْ أويت لـــذاتي

وأبَيتُ أن أغدو كما الأرقـــام في
وطــنٍ يعانق آخــــــــــر الطعناتِ

يا سيّد الكلمات , ما نفْعُ القصيـ …
.. ــدة إنْ جثتْ , يا ســيّد الكلماتِ

فابحرْ بعكس الخانعين , ولا تكنْ
بين القطيــــع المستكين كشــــاةِ

واربـــأْ بنفسكَ أن تكون مصفّقاً
لمن استباح دِماكَ في الغــــزواتِ

وارفعْ بصوتكَ , لا تخفْ من بأسهم
واظهرْ كنور الشـمس في الفلواتِ

واحمـلْ صليبكَ نحو جُلْجُلِة الرؤى
لا مجدَ في عيشٍ بلا رغبـــــاتِ

حتى إذا صلبوكَ كنتَ كنخلـــــةٍ
وصعدتَ مثـــل يسـوعَ للسمواتِ

لا , لا تشابهْ غير نفسكَ , طالمـا
كلُّ القطيع يحوز نفْسَ صفـــاتِ

في هذه الأوطـــان إمّا عيشــــةٌ
بالعزّ , أو فارحلْ لخير ممـــــــاتِ

يا أيها الوطن المعشّش في دمي
دعني , فإني قد مللتُ صَـــلاتي

أوثانكَ انتصبتْ كمشـــنقةٍ لنـــــا
وأنا بعُــــــزّى قد كفــرتُ , ولاتِ

يا حُلْمنا الموءودَ تحت نعــــالهم
يا صوتنا المقبورَ مثل رفـــــاتِ

كنْ أنتَ أنتَ , فكلُّ شيءٍ زائـــلٌ
تبقى , ووحدكَ , ســيّدَ الأوقاتِ

وانهضْ لسِدرة منتهاكَ , لطالمـــا
بالموت تحيــا , كي تعيش الآتي

طعناتنا بغـــــدٍ ســتزهر عــــــزّةً
وجراحنــــا طـــــوقٌ لكلّ نجـــاةِ

هذي البــلاد مدافـــــنٌ مفتوحةٌ
للحُلْم , والرّؤيا , كأرض شَــتاتِ

فاصنعْ سراجكَ , إنّ ليلَكَ راحــلٌ
واشعلْ شموع الفكر في الظلماتِ

يا أمّـةً للموت تُشْرع بابهــــــــــا
وتجــــرّ أذيالاً من الخيبـــــــــاتِ

آن الأوان لتنهضي من كبـْــــــوةٍ
طال انتظـــــارٌ مـــلّ من غفواتِ

لا يكتب التاريخَ إلّا من سَـــــما
فوق الغيوم , وعانق النجمــــاتِ

إمّا حيـــاةٌ بالكرامة , والعُـــــــلا
أو موتنـــــا بالذّلّ , والنكبـــــاتِ

تغفو ضباع الأرض في أوجارها
والصقر يسكن في ذُرى القمّـاتِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى