مساحة حب ………….. شعر // أحمد اسماعيل // سوريا
مساحة حب
انْتَهَى
هَكَذَا
مِثْلَمَا بَدَأ
يَمْشِي و لَا يَدرِي أَنَّهُ يَمْشِي
هُو
يُوَزِّع ثَروَتَه
دُونَ أَنْ تَدرِيَ عَينَاه
مَا أَنْفَقَ قَلبه
فِي كُلِّ مَرَّةٍ يُصِرُّ
عَلَى جَيْبِه
و الْجَيب يَسْأَل
كَم و كَمْ مَا عَلى عاتقيك ثَقِيل . . . .؟
الْأَسْئِلَةِ الَّتِي لَا أَجوِبَة لَهَا
يفضحها الصَّمت
و لُغَة الارتعاشات
فِي
الْيَدَين
و الْقَدَمَين
وَكُلَّمَا امْتَدَّ إصبع لِيَحُكَّ أَرنَبَة أَنْف
كَانَت تُحَاوِل إخْفَاء أَنْفَاس تُسْرَق
و مَعَ كُلِّ هَذِهِ الأبجديات
يلبس الجفن ثَوْب الدَّرَاوِيش
و الرموش تُقلِعُ فِي المولوِيَّة
الْآن
فِي الشُّرُود الْأَخِير
السَّاعَة تُضَيَّعُ عَقَارِبِهَا
و اللِّسَان يَفقِدُ صَدر الْمَعنَى
و الحَنْجَرَة عالقة فِي النَّحنَحَة
ثَمَّة جَمَل مُمتَلِئَة
تَبحَثُ عَنْ أُمِّيِّ
يَفُكُّ عُقَدَ الْمَعَانِي
و يهجئ مَا عَلَى
شاشَة الشِّفَاه
النَّصُّ وَاضِحٌ
و الْخَطُّ أَنِيقٌ
كَيْف للمخيلة أَنْ تُمسِكَ بِرَأْس الْخَيْط
و تهز أَوْتَار الرُّغامَى
و الرُّغامَى ترغمها
عَلَى التَّلَعثُم
عَمِيقَةٌ كَلِمَة الْحبّ
شَاسِعَة الْمَسَافَات
رغم قِصَرِهَا
كواحة شَوْقٌ خَضْرَاء
ضفافها
لَا تحبذ الشُّقُوق
و تَقَلُّبات طقسك
هِي
العابثة . . المتزنة . . . الْمُهَاجِرَة . . . المستوطنة
بِأَمْر الْقَلْب
تَفرِضُ زَكَاتَهَا عَلَى فَقْرِك
لِتَغْنَى
صَاعَيْن مِنْ قَمْحٍ الْقُبُل هُنَا
و بَعضَاً مِنْ ثِمَارِ الابتسامات هُنَاك
لَا قِيمَةَ لِلْأَشْيَاء تُذكَر….
و لَك…..
بِدُونِهَا
إسأَل إنْ شِئْت
الْغِيَاب…..
أَو الْحُضُورِ…..
سيبكيان فَرَحَاً
لَا لِشَيْءٍ
فَقَط لِأَنَّهُمَا لَا يَعرِفَان
إلَّا
صيرورتك
فِي كَذِبِهَا
و صِدقِهَا
و حَتَّى فِي الْقَصِيدَةِ
الَّتِي تتحدى أَنَّهَا لَيسَت عَنْك
بقلمي أحمد اسماعيل / سوريا