( كان بوسعهم )
كان بوسعِهم
أن يمسكوا غبارَ الطّلع مسكَ اليد
ويتركوا لنا ملكاتِ النحل
نؤوّل في تشكيلِ أجنحتِها
وجوهًا غابت في زحمةِ الموت
ولم يتركنا اللعبُ
لنشبعَ من تأمّلِها ونحن صغار
كان بوسعهم
أن يحفروا في الهواء
بحثًا عن كورسٍ يردّد منذ النايّ الأوّل
صدى الوجعِ الشفويّ
كلّما هبّت شمالٌ أوصَبا
ويتركوا حَنجرة المغنّي
ليطعم منها ، كما القطاة ، أفراخَ العتابا
كان بوسعهم
أن يقولوا لغرفةٍ من طينٍ :
لا تكوني مدرسةً فلا تكون
ويتركوا لطفلٍ لا يريد أن يكتب بقلمٍ رصاصٍ
أصابعَه التي ترتجف في البرد
لتمسك بأوّلِ الخيطِ نحو الجامعة
كان بوسعهم
أن يَدخلوا في التراب حبّةً حبّةً
يسدّون مساماتِه بفتاتِ البارود
فيكفّ عن نضحِ الماء في الخرائب
فلا يجرّبون النيشانَ
في عِرق حويش من الخبيز
تحت إبطِ أمٍّ لسبع ِيتامى
كان بوسعهم
أن يتفاوضوا مع الخطّ الرابعِ للزلازل
بأن يعجّل ولا تأخذه الشفقةُ بأناسٍ
سوف يموتون ثلاثَ مرات
في أرضٍ هي ، منذ الطوفان ، واقفةٌ
شبهَ واقعةٍ على شفا حفرةٍ منه
أو
أن يسحبوها ، هي نفسها ، من تحت البنايات
وتخرّ على أعقابها
فلا يقلع صاروخٌ عينَ شبّاك
ولا تفتش فردةُ بابٍ عن أختها
في زحام الجثث
كان بوسعهم
أن يضعوا في صدغِ التاريخ
مسدسًا هذه المرة : أن اكتب