كتاب وشعراء

كلما سمعنا صرير الكراسي. : فتحي مهذب / تونس

كلما سمعنا صرير الكراسي.
كلما سمعنا صرير الكراسي
قلنا الأشجار تنادي بعضها بعضا
حذار ثمة حطاب بجوار الغابة
ليكن برق رعد مطر
ليتطاير فأس الحطاب
مثل ريشة في الهواء.
كلما سمعنا جلجلة في الكنيسة
قلنا يسوع يوزع الخبز والنبيذ
على المفلوكين.
قلنا الشمس تشرب الموسيقى
تقترب كثيرا من قائد الأوركسترا
مثل راهبة من القرون الوسطى
كلما قرصنا فهد القلق الأشقر
كلما هاجمنا هنود حمر في المبغى
ركبنا الأحصنة لنبتكر المجاز
قلنا الحرب جاهزة
سماؤنا بلباس المهرج
القناصة كثر في شرفات العبارة
دمنا مصابيح تزرب بالأخيلة
سنقاتل ستين ميلا من الجنون الخالص.
كلما رأينا جنازة عذبة
تملأ سلال العين بفاكهة الفقد
قلنا ثمة عرس في رحم الأرض
كلما سمعت قطارا يثغو
في سكة عمودي الفقري
قلت ما أقسى فرار سكاني السريين!
كلما رأينا قبارا في الحانة
يعتلى صهوة نسر
ويشير للغرسونة بإصبعه المتشققة
قلنا سيحملها آخر السهرة
إلى أقاليم النسيان.
كلما حدقنا في ضوء الكلمات
هاجمنا نقصان فادح
كلما أثمرت المراكب
سقط القباطنة في التجربة
كلما تكلم الجسد
نضج لوز العميان
كلما سمعنا المجانين
رأينا الحقيقة في دار الأوبرا
تلتهم شطائر البيتزا
تغرق في ضحك عبثي.
كلما رأينا الطيور في الأقفاص
بكينا بدموع المسيح
واكتفينا بحصتنا من قمح التوابيت.

فتحي مهذب / تونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى