كتاب وشعراء

ثُقبٌ دامس/للشاعر العراقي أحمد نجم الدين

أحيانًا تلعنني الوحدة وتقول: أنا أحمد !..
وهل تعتقد بـأنّك تعرف معنى الحُزن؟

عُذرًا؛ عُذرا.. نسيتُ أن أعرّفكَ بـنفسي:
أنا وبـكلّ تواضع؛ حضرة الألم.

عندما يقترب الشّتاء؛
تخبز عيناي كعكة الدّمع !
ثمّ يشرب التّراب منّي عرق الحزن..
فـيمنحُ قلبي المقبوض تي روز البهجة الباكية؛
المُنتهية الصّلاحيّة.

ريثما تمطر الدّنيا أدخل في غيبوبة القلق؛
ثمّ أتقشّرُ في الظّلام أرقًا وأرتشفُ الضّوء !
فـيستحي منّي اللّيل ويرحل..
فـأكون أنا اللّيل الدّامس.

هل عانيت يومًا من الفُراق؟
كم تضحكني هذه الكلمة..
أنا دومًا أتعرّق حتّى وفي عزّ البرد القارص !
فـيخرج من جلدي عرق الفراق.

رئتاي تعيشان في مخملٍ من سعير !
أتنفّس صعداء القهر من فم آهات كلّ الخلائق..
أشهق السّرطانات !
ثمّ أزفر الرّمق الأخير من ذرّات الفرح..
فـأنام جاحظًا وبلا نبض !
لـحين أن تجمع العوالم؛
كلّ قهرها في قارورة الهواء..
لأعيد كرّة الشّهيق.

ألا تستحي أن تحزن..
وأنت لا تعلم ماذا تعني القيود؟
ألا تستحي؟
وأنت لا تعلم ماذا يعني؛
أن لا تشّم في حياتك رائحة مطر الانعتاق.

«ثقب دامس»
أحمد نجم الدين / العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى