كتاب وشعراء

الكاتب الموريتاني سيدي محمد محمد إطفل يكتب :” الهجرة موت”

الهجرة موت

الموت فكرة.. هنالك من يموت لكي يعيش حياة كريمة وما هي بالأمر الهين ولكن مرارة العيش تجعلك تأخذ قرارا كالموت في الحياة مثلا :(الهجرة) الهجرة ليست أقل وقعا على الفؤاد من الموت ، ستفقد كل من تحب ستبتعد لكي تعيش ، عندما يكون البلد وجع والمعاش وجع والآمال مرسومة بالوجع وخيط الأمل يتلاشى يصبح القرار الوحيد أمامك هو الإبتعاد لكي تتحصل على الأمل مجددا ، ففي بعض البلدان كبلدي تفقد فرصة أن تحلم حتى ، لا شئ يمكنك أن ترسمه في خيالك حيال ما يمكن أن يقع لأن كل شيء سيقع إلا ذاك الذي تريد له أن يقع ، ستنظر في داخلك فلا ترى إلا ذاك الفتات والإنكسار المنتشر حولك في الخارج لاشيء الأشياء أصبحت خارج المتناول، فكرة الإبتعاد قرار صعب لكنه سهل حين لا يبقى لك إلا أن تبتعد، ولكن عندما يكون موعد العودة مجهولا يصبح الأمر مشابها للموت تماما ستتحدث مع ذاتك قائلا : (أنا قد أعود قريبا ، قد أجتمع بمن أحب مجددا ، ولكن في الجانب الآخر من الاحتمالات الذي يقيم في قفص التشاؤم ، قد لا أعود وقد أعود ولكن لا أجد أحد ) هذه هي الحقيقة، في هذا الموفق ستجرب الموت وأنت بين الأحياء، لا حضن أم و لا نظرات أب ، كيف لك أن تثق في بلد أبعدك عن من تحت وأن تعتبره وطنا، هذا ما لا يمكن تصديقه، ولا يمكن أن تحتفظ بوطنية لوطن دفنك حيا، بقساوته ، و بمعاملاته اللا إنسانية، ….
البعض يظن أن البعض أبتعد لأنه يريد أن يبتعد فحسب ولكن زور ذاك الافتراء هو أبتعد لأن الظروف حكمت عليه بالنفي من أجل البقاء، تبا لمن كان سببا في يتم إبن أبواه على قيد الحياة ، وأثكل أما لازال أبنها يتنفس، في غربتك ستشرب شاي الصباح ولكنك لن تجد نكهة الشاي يوم أن كنت في البيت ، ستتناول أحسن الوجبات لكن ستشعر أنك لم تتذوق تلك الوجبات الساخنة ذات الطعم الفريد أتدري لماذا؟
لأنهم قتلوا فيك ذلك الشخص يوم أن اجبروك على الهجرة ، ستحضر الحفلات ستحصل على حرية تعبير و ستتقاضى راتبا يعادل رواتب وزراء بلدك، ولكنك لن تشعر بتلك الراحة يوم أن كنت فقيرا هذا ليس لأنك لست من أغنياء بلدك ، ولكن لأنك لم تفكر يوما بتلك الحقيقة التي أخفاها عنك الفقر والتى تحمل في طياتها حكمة {هنالك أشياء أكثر أهمية من المال } لن تعوضها بمال ولا بحرية ، أنت ستولد ميلادا جديدا ولكن ستبقى الذاكرة تحمل في ثناياها ذلك الماضي الثمين، حياة سابقة و ميت حي هو أنت! ، وواقع خارج الموقع، قبل أن تحاول الإبتعاد إقترب من كل تحب وأهمس له في أذنه وقل له بصوت يخرج من أعماق قلبك : أنا أحبك كثيرا عبر لهم بكل عبارات اللطف والعاطفية، فهم يستحقون.
خذ كل ما تستطيع حمله مما خف وزنه وغلى ثمنه ، وعاود الكرة أنظر في عينيهم قبل أن يأتيك الندم ، يوم لا تنفع الندامة ، وأعلم أنك تدخل في قبوِ مظلم وإن كان منيرا من وجهة نظر ذاك الفقير الذي إعتبره خلاصا، حاول ما إستطعت أن تلعن في كل لحظة أولئك الذين كانوا سببا في إبعادك عن من تحب وأكتب على جدار حياتك المطلي بالمآسي تبا لماضي زَجَّ بي في الغربة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى