كتاب وشعراء

@ أبو أيهم النابلسي/سورية

أجنحـة لا تطيـر
“” “” “” “” “” “”

تقـول الحقيقـة: كلمـا تخلّصت من وهـم
زدتَ وعيـا
يقـول الـواقـع: لـم تعـد الأمـانـي متـوفرة
التعـاسة فـي عقلك وليس في الأيـام
يقـول المنفـى: الـزمـن يـرقـص بـأحذيـة
المآسـي المنسيّـة ستظـل الغيـوم فـي
عينيـك ولـن تمطـر
يقـول الـوجـع: أتسرب اليـك كلمـا تـركت
نفسك فـي ممـراتـي
تقـول الكارثـة: لا تتـرك الغيـوم مـن دون
حـراسة فـالعـواصف تتـرصـدهـا

وأقـول انـا :
والعمـر مـرّ ومـا رآنـي
مـرّ مـن فـوقي وكنت انـا التـراب
لـم يبـق مـن أمـل بـأشبـاه الأمـانـي
الا القـليـل مـن السعادة
والكثـر مـن الخـراب ..

لـم يبـق مـن رمـق بصـوتـي كي ينـادي النائمين
فـاقتـاده ظلّـي بعيـدا ثـم سـارا
خلـف قطعـان النيـام الميّتين
فجلست جنب الليـل التمس السكينـة
بين جـدران الظـلام
فـوجدت نفسي بين أسنان الحـراب
نتبـادل النظــرات فـي يـاسٍ كـلانـا
وانـا اسافـر فـي الخيـال
والليـل يـرجعنـي يبـاب
مـا أتعـس الغـربـاء حيـن تعضّهـم كل الدروب
وكـل غطـرسة الشعـوب
يتنـاوبـون علـى ابتـلاع الآه في صمت الضباب ..

طـال انتظـار الفـارغيـن
وزاد فـي الصـدر الحـريـق
لـن تسمـع الامـواج حشرجـة الغـريـق
مـاذا يـرى عنـد إطفـاء الـروح في صخب الرياح
مطـرا فراشات والـوانـا ودنيـا
لا تـرد لـه الجـواب .

دعنـي أحـدق فـي متـاهـاتـي
وأغـرق فـي السـراب
أنمـو كـأشجـار بـلاد ورق وأحيـا
بيـن عيـدان الثقـاب
أمشي بـلاد بصـر بـلاد وجـه بـلاد وقت
أدحـرج كـل مـا ألقـاه فـي قـدمـي
فتـاريخـي مليء بـالصـراخ وبـالهبـاب

الـريـح ادمنت السبـات
فكيـف يتـركنـا الغبـار
والأرض مـازالت تـدور
فـأيـن يختبـيء النهـار
حتـى القيـامـة أوشكت تـاتـي
ولـم نطـرح عـلى الـدنيـا سـؤال
فـالسطر يـذهب للبـدايـة حيـن يفتقد النهاية
فـي الكتـاب

لا البـاب يحكـي أو يـرد لـيَ الصـدى
وانـا أتـوق الـى منصّـات الجـواب
الكـل يختـرق المسـام مشككـاً
وكـأن فـي جـلْـدي الـرهـاب
فـركضتُ مثـل الـريـاح فـي المـزمـار مختنقاً
تحـاصـرني الثقـوب وكل حيطان العقاب
ويئست من يـأسي ومن زمنـي ومن قـومـي
ومن فصـل الخطـاب
وبقيت مثل الأكسجين لـيَ الطبيعة والفراغ
لـيَ القيامة والبداية والإياب
وتـركت كـل الـذاهبين مـع الـذهـاب
ابردين / اسكوتلندا
15 / 6 / 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى