رؤى ومقالات

نبيل فزيع يكتب: مدينة رأس سدر.. ثروة سياحية مهملة

نقاء المياه وروعة الجو من الأشياء التى تتميز بها مدينة رأس سدر، التى تقع فى سيناء وتبعد عن القاهرة حوالى ١٦٠ كيلو متر فقط.

وتعد بذلك من أقرب المصايف بالنسبة للقاهرة، ومع ذلك فإنها غير جاذبة للمصطافين بسبب ضعف البنية التحتية والقصور الشديد فى استغلال المساحات الشاسعة، مما يجعل الجو الجميل موحشًا.

ومن الغريب ألا يتم استغلال الأماكن المتاخمة للشاطىء، فضلا عن ترك الشواطىء بلا خدمات وعدم تعميرها أو استغلالها.

فالشاطىء الواحد يصلح لإقامة مجموعة فنادق عليه، إلا أنه متروك للغربان والثعالب، فهل هذا امر مقبول؟

فى مارس 2016 ، رفضت هيئة التنمية السياحية الطلب الذى تقدمت به جمعية مستثمرى رأس سدر والخاص بتعديل نسبة الإسكان السياحى، وإدخال منتج بيوت الإقامة، ليصل إلى نسبة 85% من المساحة المخصصة لكل مشروع مقابل 15% فقط للشق الفندقى، بعد أن كانت النسبة هى نصف وحدات كل مشروع فندقية والنصف الآخر 50% للإسكان السياحى.

وقتها كان هناك اتجاه متزايد من قبل بعض المستثمرين فى زيادة نسبة الإسكان السياحى، باعتباره يدر عائدا سريعا على النسبة المخصصة للشق الفندقى، الذى يدر عائداً ضئيلاً، دون الحصول على موافقة صريحة من هيئة التنمية السياحية، دون النظر للمستقبل وعائدات السياحة.

هذا الفكر تبناه مقاولون عقاريون، وليس فكرا سياحيا، مبررين ذلك بأن المنطقة غير مؤهلة لاستقبال كم كبير من السياحة الدولية، لعدم وجود مطار بالمنطقة، واتهموا الحكومة بتأخير إنشاء المطار بالرغم من التوجيهات المباشرة للرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة تنمية كل شبر من أرض سيناء.

بينما كانت هيئة التنمية السياحية تستهدف تحقيق إيرادات مباشرة لخزينة الدولة تتجاوز 550 مليون جنيه خلال العام المالى 2016 ، فى حين لم تطرح الهيئة أى مساحات من الأراضى لتأخر تسعير أراضيها والبدء فى طرحها من خلال موقع هيئة الاستثمار، وتم بعدها تقدير سعر المتر بالدولار وإرسالها إلى هيئة الاستثمار، وقدرت هيئة المجمعات العمرانية، حسب تقارير صحفية وقتئذ، المرحلة الأولى من الأراضى السياحية بقيمة 350 مليون دولار موزعة على 4 قطع أراضٍ فى محافظة البحر الأحمر، وتراوح سعر المتر المربع ما بين 10 دولارات و30 دولارا.

والسؤال الآن يعاود تكرار نفسه بعد أكثر من عامين وفى ظل وضوح ملامح خطط تنمية مصر وسيناء بالأخص: أين رأس سدر من رؤية الحكومة لها؟ وأين الشركات السياحية الخاصة  والأجهزة المسئولة عن السياحة، فتلك المدينة تصلح مزارا سياحيا كبيرًا للسياحة الداخلية والخارجية، إذا ما تم تحسين الخدمات وبناء مجموعة من الفنادق والأماكن الترفيهية والملاهى وتعمير الشواطىء المهجورة.

إننا نتحدث عن مدينة رأس سدر التى لا يقل سحر شواطئها عن شرم الشيخ، ومع ذلك لم تنل تلك المدينة اهتمام المسئولين الكافى، صحيح أن المدينة فى تطور مستمر، إلا أنه بطىء وتحتاج إلى المزيد والمزيد من الاهتمام سواء من القطاع الخاص أو من الدولة، لتكون مدينة متميزة جاذبة للسياحة وليس العكس.

ربما تتحقق أمنياتنا فى رأس سدر مختلفة ومتألقة سياحيا مع حكومة الدكتور مصطفى مدبولي المرتقب تشكيلها خلال ساعات وأيام، ولم لا، وهو رجل الإسكان الأول فى مصر وقادر على قيادة حركة التنمية العقارية والسياحية فى مدن البلاد كافة، وبينها السياحية، والعلمين الجديدة خير مثال.

الكاتب محام بالنقض وباحث قانونى وحقوقى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى