اليوم انتقلت بعملي ..
آسفةٌ لكِ أيتها الأشجار التي رافقت عزلتي وسكينتي وحزني الطويل الطويل ..ويا أيها الدمعُ الشادي على ضباب نوافذي بليالي الشتاء المقيم بدمي ،
آسفةٌ لكِ أيتها المنازل الحمراء الخاويةُ من كل شيء إلا من ظلال حبي المفجوع ،
آسفةٌ لكم أيها الأصدقاء المرافقون لأوراقي المبعثرة ولارتعاشات صوتي واهتزازات قلبي ،
لم أكن أعتقد أني سأتعثَّر بحبي لكم هكذا ..
ماهو بتمام الحنين ولا بتمام الحب إنما شيءٌ يتوسط الحب والفقدان ..
لم أكن لِأَصف ذلك ولا لِأُصرِّحَ به لو لم تهزمني عواطفي المُريبة ..
سلامٌ يعقبُه سلام أيتها الساقيةُ التي حفرت بذاكرتي أوديةً لا أظنها تجف من الدموع .
و ان انتقلنا في المكان و غيرنا زوايا البصر و تغيرت شخوص الركح الذي يحيط بنا فلن يغير ذلك من بحر الوجدان العميق و ان تلاطمت أمواجه مدا و جزرا ، فالمعادن النفيسه لا تبلى بمضيّ الدهر ، ستظلين صامدة ، نبضا للمعارف أينما حللت ، و كَلِمًا ساطعا مدرارا بالحب و الحياة ..