رؤى ومقالات

بن نايل عامر عبد الله يكتب : ن والقلم الحلقة الثالثة (الفريق فاطمة)

ن والقلم . . _____________________________________
كل يوم نتوجه من خلال : ن والقلم __ بالتحية لأخت أو أخ بالتحية والتقدير والإحترام من خلال متابعة صفحتها أوصفحته على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك ومنشوراته .
لقد كتبت بالمودة في القربى ، وأخواتي وإخوتي هم سواءعندي ولايعني التقديم والتأخير في نشر إسم أختي أو أخي إنى أفضل أحد عن أحد . إلا إذا كان د.علاء الذي يتولى طباعة ونشر هذه السلسلة يعمل ذلك . ولا أظنه كذلك أبدا . وأريد أن تقترحوا أنتم علي أسماء صفحات بل لماذا لا تكتبون أنتم بالمودة في القربى تحايا لأخواتنا وإخوتنا .
على العموم انا أحيي أخواتنا وإخوتنا كلهم جميعا وهذه السلسلة هي بكل تواضع توثيق تاريخي [ في الحرب و الثقافة ] وهنا اسمحولي أن أوجه التحية للسيدة أ.فوزية شلابي التي لها كتاب تحت العنوان وهي دفعت ثمن المواطنة غاليا اعتقالا وتعذيبا . و يكفي ما أصابها من عفن الحقير الشفشه شلقم في قيئه ( أشخاص حول القذافي ) .
بسم الله وعلى بركة الله نواصل .
# بن نايل
***************************************************
الحلقة الثالثة
[ الفريق فاطمة _ Bnnayel Amer _ ]
_________________________________________________
إذا كنا لا نرى مبررا للتفرقة بين الزمان والمكان من الوجهة النفسية فلكل إنسان مكانه أو فضاؤه .
وإذا كان قول مونتجمري :
” إن العلاقة مع (البطل) نوع من العبادة ولا يستطيع أحد أن يصلي إلا في كنيسته ”
كما يرى عدد من كبار فلاسفة الرياضة المعاصرين ، أن أهم ما جاءت به النظرية الخاصة للنسبية هو :
الوحدة الكاملة للزمان والمكان وإنتهاء وجود أي منهما بمفرده .
وأنا أريد أن يفهم القارىء ما يهمه من كتابتي هذه اليوم عن أمي سيادة الفريق فاطمة ، وعلى البعض أن يهتم بمعالجة أسنانه ،وعلاقتها بالألم ومعالجتها علام عضويةهامة،هنا أنا أتذكر اير هارد ستاروش ، ذلك المهندس في الأربعين من عمره_ يعمل مدرسا ويهوى الأدب والتاريخ،وهو يحكي ما يشاء،ويهتم بمعالجة أسنانه ، وعلاقتها بالألم .ومعالجتها علامة عضوية هامة . هذا التيار الذي يصدم نفس العصب كل مرة،هذا الألم الذي ليس في الواقع _ شديد جدا والذي يمكنني أن احصره في موضع لايفارقه. يؤثر في ، يهزني ويظهر على وجهي أوضح من كل هذه الصخور التي تظهر آلام العالم التي _ برغم شدتها_ مازالت مجردة لأنها لا تمس أعصابي .
أما طبيب الأسنان فهو يهتم بالصحف .
وهناك شريزم تلميذ ستاروش وخطيبته فيرونيكا التي تقرأ حول الشيوعية .
أتذكر كل ذلك في رواية [ تخدير موضعي ] لجنتر جراس.
وجراس يهتم بالتجريب إلى حد غريب داخل هذه الرواية . فهو لا يقسم عمله إلى فصول ، كما أننا لا نعرف الكثير حول الراوي ولا حول العديد من تلك الشخصيات الذين يظهرون ويختفون فجأة ، كما أن التداعي الحر وعدم الإلتزام بالترتيب المنطقي في الإرواء قد برز إلى حد بعيد في الرواية ، وليس هناك عقدة ولا حبكة ، بل لعله ليست هناك رواية . أما الإلتزام فمن أوضح ما في الرواية والتي تعنى أيضا بالشكل . إن جونتر جراس يعبر عن موقف هو يتسق تماما مع مذهب أصحاب الرواية الجديدة . فهناك وعي بالمشاكل العالمية ولكن التزام الرواية بها لا يصل إلى مستوى ما عرف عن المؤلف من إلتزام بالقضايا السياسية واسهامه العملي فيها .
أما عن مسألة الشخصيات في الرواية ، فلعل رواية [ مخدر موضعي ] من أكثر الروايات إهتماما بها . . كشخصية المدرس ، والطالب ، وخطيبته ، وطبيب الأسنان ، والماريشال الألماني ، وابنته . . .
ثم إن طبيب الأسنان الذي ينفرد بنزعة روائية لا يشاركه فيها أطباء الرومان أنفسهم .
كل هذه الشخصيات متميزة أشد التميز وهي تنطق بالحقيقة التي لا تنكر . اللهم إلا إذا كان هناك لأهل الرواية الجديدة زمنهم الخاص هم أيضا ?
وهنا تتبادر إلى ذهني في تداعي الكلام في مشهد الحياة التي تلاحق الموت ، وبالموت تبدأ الحياة ، رواية جونتر جراس [ الترسه ] حيث السمكة تتكلم
الرواية تعبر عن عالم أرضى واقعي آخر، من خلال جوغريب مثل الذي صنعه جونتر جراس في جميع رواياته السابقة_ [ الطبلة ] / [ القط والفأر ] / [ مخدر موضعي ] / [ سنوات كلب ] / [ يوميات ] _ . كذلك فيما قدم من مجموعة من مسرحيات قصيرة أذكر منها هنا _ [ الطهاة الأشرار ] / [ الفيضان ] / [ الشعب يعيد تجربة ثورة ] .
إن جونتر جراس الذي كان أبوه يعمل بقالا ألمانيا ، أما أمه فمن القاشويين ، وهم قبيلة سلافية لها لغة خاصة بها . وقد تربى جونتر في جو غريب يشهد مولد الرايخ الثالث . وظهور كتاب [ كفاحي ] لهتلر وإعادة تنظيم الحزب النازي ، لقد إنضم وهو في العاشرة من عمره إلى منظمة ” أشبال هتلر ” ، ثم إلى منظمة أخرى تسمى ” شباب هتلر ” عام 1941 اي بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية بعامين . ثم جند في المشاة الألمانية في السابعة عشر ، وفي عام1944 ترك مدينة دانتسنج مثلما فعل أوسكار . وفي العام التالي وقع في أسر الأمريكيين بعد أن جرح . ثم أطلق سراحه وعمل بالزراعة وبالمناجم وقطع الأحجار وبيع الصحف .
وفي عام 1949 م التحق جونتر جراس في مدينة دوسلدورف بأكاديمية الفنون فدرس الرسم ودرس النحت ، ومارس العزف على بعض الآلات ،وقد وبدأ يمارس الكتابة وقرض الشعر وكذلك كتب للمسرح مسرحيات قصيرةولكنهاكانت بحق ممتازة . يقول ” لم أكف أبدا عن الكتابة.ببساطة كنت أود أن أغوص في الأمور اليومية .بدأ هذا مع مسرحيتي [ الشعب يعيد تجربة ثور ة ] ، كنت في الواقع أتصور ماذا يحدث في برلين عام 1953 .
وكان في عام 1952 قد تعرف على زوجته آنا وهي سويسرية ، راقصة باليه ، وقد كتب في حبها بعض قصائده الشعرية الجميلة وأنجب منها أربعة أبناء .
وفي سنة1955 حاول أن ينضم إلى جماعة 47 ، و هي جماعة أدبية . لكنه لم ينضم إليها إلا في العام 1958بعد أن قرأ على أعضائها الفصول الأولى من روايته [ الطبلة ] ، ويتحدث جراس حول جماعة47 في ألمانيا فيقول : ” ليس لدينا رأسمال أدبي ، وقد أردنا أن نغطي مرةفي العام ثروتنامن الأدباء فكان أن أنشأنا الجماعة47 . بدأ الأمر من خلال كتاب جيل _ هاينرش بول / هانز فرنز ريختر / الفريد أندريتش _ كان الأمر يتعلق بافرع الحفل العنصري ولغته الفاسدة من الإشتراكية الوطنية .
حاول ريختر أن يصدر مع اندريتش مجلة [ النداء ] بينما حاول الأمريكيون منع نشرها .
وقد تكونت الجماعة 47 من كتاب حاولوا تأسيس مجلة. كانوا يجتمعون في أماكن مختلفة . وخاصة الأماكن الريفية ” كنا نجتمع مرتين سنويا في أول الأمر . ثم انتهى الأمر باجتماع واحد وقد عقد آخر إجتماع للجماعة47 عام 1967وأماخلال السبعينات
فقد توقفت ، حيث رحلت من برلين الغربية .
والجدير أن نذكره أن جونتر جراس كان قد هاجر من برلين عام 1956 قبل أن ينشر روايته [ الطبلة ] ليقيم في مدن أوروبا خاصة باريس 4 سنوات كي يعود بعد ذلك وقد نال شهرته الأدبية الواسعة .
أنا أتناول ترجمة حياة جونتر جراس وأنا أكتب عن أمي سيادة الفريق فاطمة من خلال صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك Bnnayel Amer وهي _أمي سيادة الفريق فاطمة_منسق عام ( آمر ) تشكيلات الحرس الشعبي النسائي ، وعضو هيئة القيادة العامة المؤقتة للجبهة الشعبية لتحرير الجماهيرية (وأعدوا).وكان من المفترض أن أتناول ترجمة حياة أمي سيادة الفريق فاطمة ، لكن تناول ترجمة حياة جراس كعصاة موسى ، قال (وما تلك بيمينك يا موسى *17*قال هى عصاى أتوكؤا عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مئارب أخرى*18*) . فلا يقلن أحد بجاهلة شن جاب لجاب يا بن نايل ،أو بالليبي الفصيح بركش أو رون أو ياشينك شرموله فالرايس عنده حساب ولا يعلم تأويله إلا الراسخون في العلم ،ومافعلته عن أمري يامن لا تستطيع معي صبرا ! . .
نعود إلى ترجمة حياة جراس . .
روايته [ الطبلة ] تعتبر سيرة ذاتية للكاتب بالرغم أنه ينكر أي صلة بين أوسكار وبينه .
تدور أحداث رواية [ الطبلة ] في مدينة دانتسنج مع أوسكار ماتسيرات الذي ولد في عام1924 .
ويحكي قصته مع نهاية القرن الثامن عشر . . وقد تعرفت جدته ذات الجيب الواسع على كولياتشيك الهارب من العدالة ” ذات مساء في نهاية أكتوبر . كانت جدتي آنا برونسكي جالسة في ثيابها على حافة حقل البطاطس . في الصباح يمكن رؤية مكان جدتي مقابل العديد من المعجبين . أو تجلس تأكل الخنزير المسكر كالمولاس، وهي تعطي للحقل آخر ضربة من الحفار . وأخيرا هاهي جالسة أرضا في ثيابها بين سلتين ممتلئتين تقريبا . وأوسكار مدين كثيرالهذه الجونيله الواسعة.فقد كانت ترتدي أربع جونيلات معا .
كانت يوما تجلس في حقل البطاطس حين رأت رجلا قصيرا يهرب من الجنود فيطاردونه .ويطلب منها أن تخبئه أسفل جونيلاتها إلى أن يمر الجنود .
وبعد أن يخرج من مخبئه يذهب مع المرأة ليعيشا معا حتى يتمكن مرة أخرى من الهرب والذهاب إلى بلاد ما وراء البحار ليعيش ثريا كما يقال ، كان يؤكد : أن جدي قد شوهد بعد الحرب العالمية الثانية في بافالو بالولايات المتحدة تحت إسم جو كوليتكش ، تاجر أخشاب وتلك كانت لعبته ” .
” صورة أمي في الثالثة والعشرين من عمرها تشير إلى إمرأة جميلة تغمز . ذات رأس مستدير . كانت أمي تنظر دائما إلى صورتها .لقد تعرفت على الفريد ماتسيرات حين كانت تعمل ممرضة _ هذا ما قال جراس في الرواية وليس في هذا ثمةأية إشارة إلى أمي قمر الأقمار سيدة الحزن الزينبي على صدرها أوسمة مجد المعتصم بالله العظيم ، وطبعا صحيح أن الحاجة صفية كانت تعمل ممرضة كما تعلمون _ وكان هو جريحا في الحرب الأولى . .
و عندما خرج الفرد ماتسيرات من المستشفى آثر أن يبقى معهاويتزوجهاوكان نتاج زواجهما أوسكار
وتفرح أجنس بإبنها وتقول أنها ستقدم له هدية في عيد ميلاده الثالث عبارة عن طبلة من الصفيح ” .
” كان المولود أديبا مفكرا منذ خروجه إلى الدنيا ، فلما سمع وعد الأم بإهدائه طبلة ، ورأى الفراشة و هي تحوم حول النجفة . وتقبل عليها معبرة عن نفسها ، وفكر في الحيوانات التي تعبر عن نفسها بالطبل ، ثم في البشر في المناطق التي مازالت تعيش على الفطرة وكيف يعبرون عن دوات نفوسهم بالقبل ، استقر في ذهنه أنه سيتخذ الطبلة الموعودة وسيلة للتعبير عن أفكاره وأحاسيسه و رغباته ” .
” كنت طفلا جميلا . في الشهر الثامن . أكبر سنا بشهرين من ستيفن برونسكي الذي تظهر صورته في نفس الصفحة التاليةوالذي يلمح بشرود شديد”
” فيما بعد كنت أنام فوق جلد دب أبيض . كان عمري سنة ونصف سنة عندما وضعوني في عربة أطفال أمام مبنى خشبي تغطيه الدانتيلا التي تبدو في صورة معتنى بها تحت مرقد الثلج ”
وأوسكار ، يدرك منذ الوهلة الأولى ، أن له أبوان ، يعيش معهما .ولذا فهو يقرر أن يعبر عن رفضه لهذا السلوك المشين الذي تتصرفه أمه في عيد ميلاده الثالث بأن يلقي بنفسه من فوق سلم البدروم كي يصاب بصدمةعضويةويتوقف عن النموالجسماني”
وأوسكار يطاردأمه وهي تذهب إلى شقة برونسكي وهو يعرف أشياء لا يعرفها آخرون . ولديه القدرة على تحطيم العديد من الأشياء بأن يطلق صرخة و يقرع طبلته .
يتحول أوسكار إلى مراقب لما يحدث في الدنيا في ذلك الوقت الذي استولت فيه النازية على البلاد . . الاحتفالات الكبيرة التي يحضرها ذوو القمصان البنية وتعزف الموسيقى ويغنى فيها أناشيد الدانوب الأزرق .
لكن طرقات أوسكار تفسد هذا الإحتفال المتزمت وتحوله إلى احتفال راقص يرقص فيه كل ذوي الوجوه المتخشبة . كما يرقب أوسكار أمه وهي تتركه عند اليهودي ماركوس لتذهب إلى صديقها .
يصعد الصغير إلى قمة منزل عال قريب من الفندق الذي فيه أمه مع صديقها ، ويصرخ طارقا طبلته . . فينكسر كل زجاج الفندق .
ويصبح أوسكار هناك دائما حتى عندما يذهب أبوه وأمه مع رفيق لهماإلى الشاطيءللنزهة.فيصطادون رأس وعل يملؤها السمك .
تتقيؤ أجنس قرفا وتلتصق ببرونسكي .
تشعر أجنس بالندم فتذهب إلى الكنيسة لتعترف . لكن أوسكار يفسد عليها اعترافها ، وحينما يشتد عليها الإحساس بالذنب تحاول الإنفجار بطريقة غريبة حين تأكل السمك ، ثم تمزق شرايينها وتموت
تكون أول طعم للحرب حين تنهال الرصاصات على البولنديين ويقبض على يان بعد معركة طويلة ثم يقتل . فلا يبقى له سوى الفريد الذي ينزع صورة بيتهوفن ليضع مكانها صورة هتلر . ويرتبط أوسكار بفتاة صغيرة تساعد أباه في أعماله . إلا أن الفريد يغازل الفتاة من جانبه مما يدفع الصغير أن ينهال على أبيه ضربا وركلا ويقرر أن يلتحق بالسيرك الذي وعد أقزامه يوما بالعمل معهم .
مرت السنوات طويلة بأوسكار حتى بلغ من العمر أربعة عشر عاما . وأصبح ناضج العاطفة وأكثر وعيا وإدراكا لما يحدث .
وفي السيرك يرتبط بالقزمة الحسناء روزيتا رادنا و يذهب مع السيرك إلى فرنسا حيث يقضي هناك أوقاتا ممتعة على الشاطىء الأزرق .
لكن قوات الحلفاءتغزوالشاطىءوساحل نورماندي ويقتلون صديقته الجميلة . فيعود لألمانيا ، ويجد في المنزل طفلا جديدا هو ثمرة زواج أبيه من تلك الموظفة الصغيرة .
وهناك يشهد نهاية الحرب ونهاية هتلر .
ويرفع الأب من جديد صورة بيتهوفن لتعود مكانها ويرمي بصورة هتلر .
بينما يدخل الجنود الروس الذين لا يقلون عجرفة عن النازيين ويغرقون الفريد رصاصا .
وفجأة يجد أوسكار أن أسباب توقفه عن النمو قد زالت . لقد بلغ الحادية والعشرين من العمر وعاد مرة أخرى إلى نموه الطبيعي .
ويتصل أوسكار بعد ذلك بالحياة السياسية. حيث ينتقل إلى مدينة دوسلدورف على نهر الراين بالرغم من إطلاق الرصاصات .
تخلص أوسكار من العجلة التي ينزلق عليها . أصيب بإغماء شديد .
سمعت العصفورة صوت الغراب .
أعلن ليو للناس أنه يكبر ، ينمو ، يكبر . أوسكار ليس أوليس . أولا لأنه عند عودته لم يجد شيئا قد تغير ، فحبيبته التي يحب أن يسميها بنليوبي لم تكن سوى نزوة ، فهي دائما مع أبيه ماتسارت وتفضل أن ترحل دائما مع أوسكار .
ويرتبط بعلاقة مع ماريا زوجة أبيه ويعامل الصغير على أنه ” ابني ” . أما ماريا فعندما رأتني أمام المرآة قالت لي : ابق عندنا يا أوسكار ، فإنهم سوف يرحبون بك .
وساعدتني أن أرتدي ملابسي .
ويكبر أوسكار ويصبح في الثلاثين من العمر .
يعيش في أكثر من مكان .
ويعمل في أكثر من وظيفة .
” أما عن حياتي فلست أخاف السحر الأسود . . و عندما أود أن أخاف فإنه يتسرب داخل جلدي ، و يبقى في داخلي حتى ينبلج الصباح . نائما أغلب الوقت ” .
ويحدث أن تكتشف الشرطة جثة ممرضة عشقت أوسكار فترة من الوقت فتكون الشبهة حوله .
ويقرر وضعه في إحدى المصحات العقلية .
ومن هناك يدون مذكراته .
نعود إلى رواية [ الترسة ]
قلت أن [ الترسه ] تعبر عن عالم أرضى واقعي آخر . من خلال جو غريب مثل الذي صنعه جراس في أعماله السابقة . فنحن نرى سمكة من نوع الفلاوندر تتكلم ممثلة لروح العالم المعاصر . وهذه السمكة مخلوق ماكر ذات فم ملتو وعينين غريبتين على كل جانب من رأسها . . وهذه السمكة المفلطحة _ كما تسمى في أوروبا _ هي أيضا ذكر متيم يردد أحد الموضوعين الأساسيين اللذين يعزف عليهما جراس في روايته ” القوة ” . أو الصراع الأبدي بين الرجال والنساء ، والموسيقى . أما الأخرى فهي أهمية المطبخ والتغدية في التاريخ . فكم أكل من لحم الترسة الآدميون منها . . والجنس والطعام هما موضوعان يعبران عن الضوضاء الجافة . والروح و العالم و التاريخ . . نجد في رواية [الترسة] الطويلة كبقية أعمال جراس . صيادا وزوجته وذلك من خلال حكاية شعبية حول الرجل الذي يطلق قبضته السحرية بعد أن تعده السمكة بتحقيق رغباته ، وفي الحكاية الشعبية التي يعرفها كل الناس حول الصياد وعروس البحر فإن زوجة الصياد تحطم حظ زوجها السعيد بسبب جشعها . أما لدى جراس فإنها تختلف . فهي توافق أن يلقي زوجها بالسمكة في بحر البلطيق بعد أن وعدته السمكة أن تمده بالمعرفة عن العالم الخارجي .
وصياد جراس يعيش في نظام إجتماعي يعود النسب فيه إلى سلالة الأم . والأم هنا ذات ثلاثة أثداء وكأننا نعيش من خلال” برومثيوس” الذي جعل النساء تسرق النار من الآلهة . .
لكن سمكة جراس [ الترسة ] ، نجدها تعطي الإنسان المعلومات المتعارضة التي تعيدالسيطرةإلى الرجل يمكنك أن تستخدم النار أيضا في صهر المعادن من الصخر والمعدن يمكن أن يصهر إلى رؤوس حراب .وفئوس .
وهكذا تولدت شهوة الإنسان ورغبته في التجوال وإرادة الكفاح والفرد وقدرته على صنع الأساطير . ومحاولة الاقتناع باللامعقول المؤلم وهكذا بدأ أول فصل في التاريخ .
واوا سمكة الصياد تمر خلال العديد من عمليات التحول والتغير في الشكل حينما تغلي وتشوي و تخبز وتسلق خلال عدة قرون . . فقد اخترعت ” تو جا ” خلال العصر الحجري شوربة السمك .
ثم تمتزج الوثنية والمسيحية في مزيج كاتوليكي ، وترى نساء تتفنن في إستغلال السمكة . . . ذهنها . . شوكها . .
فدورينثا القديسة أجادت استغلال الذهن .
ومارجريت راش تحاول أن تخفي بدانتها ، لإيهام الناس بأنها حامل .
وتمر القائمة من خلال اوبئة وحروب ورأسمالية و اشتراكية . . وتنتهي بخطيبة عامل شحن بولندي تقتله الشرطة في إضرابات عام 1970 _ هناأنتم لا شك تذكرون نقابة التضامن وفاليسيا ! . . واذكركم بخطيبة الصحفي جمال خاشقجي . . ولا ريب أنكم تذكرون ! . . ولن أخوض في قصته هنا ، كما أني لن أخوض في إيفانكا تقدس سرها وسر أبيها الرئيس ترامب وسمو الأمير ولي العهد السعودي بن سلمان حاشا الإسم الذي ينتحله ! . . _
وفي النهاية تتعب السمكة من القذارة والآلام التي سببتها البهائم في هيئة بشرية في العالم .
” ناديت عليه من البحر إبان أزمة البترول كي أنهي اتفاقنا . لا نتوقع منكم اي شيء بعد ذلك ، لا شيء إلا الحيل والمراوغات ”
وتسمح السمكة لنفسها أن تقع في براثن ثلاث إناث وهنا تتحول الرواية إلى اللون الكوميدي . .فتتقدم إلى المحاكمة . وتكون المحاكمة متعلقة بعمليات الطهي والعلاقات بين الرجل والمرأة .
يتحدث جراس حول رواية [ الترسة ] فيقول :
” في أول وهلة تبدو كأنها كتاب سياسي إلا أن رواية [ الترسة ] هي قصة حول التغدية منذ أربعة آلاف عام .
قصة تغرق في الأساليب التاريخيةالكلاسيكية . . إننا نعاملها كحد أقصى . بأسلوب الحكايات النادرة . وأنا أفكر دائما بعمق في سؤال حول التغذية فهي مسألة سياسية هامة اليوم في عالم يعتمد على التطور العلمي والحقائق الكبرى التي يعرفها . لكن نصف سكان العالم اليوم هم قوم فقراء . وهذا هو ليس فقط كارثة . لكنه قبل كل شيء أمر مؤلم ” .
ويقول:
” كنت أود أن أكتب كتابا لا يرتبط من جانب ضيق بالسياسة اليومية . الانتخابات في بودنشباخ . و مستقبل الحزب الإشتراكي أو شيء من هذا القبيل كنت أود أن أهرب إلى الحاضر بسرعة .
بدأت أبحث .
وسرعان ما فهمت أنني عندما أحاول أن أكتب قصة حول تغذيتنا واغذيتنا فيجب أن نتناول ما جاء بالكتب المدرسية وأيضا حول المرأة .
ودور المرأة معروف تماما في قصة مطبخنا _ وكاملة في التاريخ الرسمي _ مدام بومبادور ، ماري تيريز ،. أنديرا غاندي . سوف يرشهم التاريخ بالزهور في كل مرة يتحدثون فيها حول الرجال .
لقد تكلمت في [ الترسة ] حول نساء مجهولات . . بطلاتي هن إحدى عشر إمرأة نرى من خلالهن أي تطورات طرأت على أغديتنا . بطلاتي هن إحدى عشر طاهية . الأولى إسمها آنا تعيش في العصر الحجري . وآخرهن إمرأة تعمل في مقصف في محل لينسين بدانتسنج . . يعيش الصياد اريك و زوجته اليزابيل تسبب لزوجها حياة تعيسة . تود أن تتغير حياتها ، أن تصبح ثرية ، أما اريك فهو غير قادر أن يرضي رغباتها .
ذات يوم يصطاد اريك سمكة جادة . تتكلم . لديها معرفة شاملة . يلقيها في البحر .
وكي تشكره السمكة فإنها تعود لتقدم له نصيحة ، تتعلق بوظيفته ، كي يحقق رغبات زوجته . لكن طلبات اليزابيل ليست لها حدود . فبعد منزل من حجارة وقصور وسلطات إمبراطورة . وتاج البابا . فإنها تتطلع إلى سلطات الله .
الأمر كبير هذه المرة .
فيعاقب اريك وزوجته .
هذه هي الأسطورة .
” في الترسة قلبت الآية ” .
يقول جراس :
” صورت صورة حول العلاقة بين الرجل والمرأة .
تستغرق القصة أربعة آلاف عام .
نرى الترسة الخالدة تتدخل في الحركة النسائية منذ نهاية القرن الثامن عشر حتى أيامنا .
ويجب أن نقول أن الترسة في لحظة ما سوف تحاكم وتدان من النساء الراديكاليات .
الترسة هي روح العالم . لم تتوقف خلال قرون من أن تعلم الناس طرق حكم العالم ونسائه .
يقول جراس إن الأمر لا يتعلق من جانبي بمعاداة المرأة .
سيقول أحدكم وما دخل هذا بكتابتك في التعبئة العقلية والفكرية والنفسية للشعب الليبي العظيم كما تقول لمواجهة عدوه . وإذا كنت في هذا تكتب عن أمك سيادة الفريق فاطمة أنا أريد أن أفهم !
أقول أمي سيادة الفريق فاطمة بطلة ثورية بخيار الوطن . بطلة مقاومة مثل كل بطلات المقاومة .لا علاقة لها إلا بالبندقية . إلا بالخيمة . إلا بالدم . هي بخيار الوطن بالمواجهة شرفا وواجبا . الفريق فاطمة بطلة كفاح ثوري بشرعية القيادة التاريخية سيدي الأب القائد الأعلى المجاهد الحي الشهيد العقيد معمر القذافي . الشباب عندما التقوها آخر لقاء منذ نحو من شهر رضاء ومجاهد في طرابلس في قلب طرابلس أمام الفندق الكبير . نقلوا صورة اللقاء وكنت ارتعش ودموعي قفزت من عيني رغم مجاهدتي أن أبدو قويا عاطفيا أمامهم . هذه أمي سيادة الفريق فاطمة بطلة ثورية تحضن أبناءها .أمام الناس تقبلهم و تقبلني فيهم بالشوق وحنينها الظاميء للقاء في ساحة النار .
ماذا يمكن أن أعبر ?
ماذا يمكن أن أقول ?
مجاهد قال لأمه والله وأنت الحنونة يا حاجة آمنة وتعرفين كم أحبك لكن أمي سيادة الفريق فاطمة كانت أنت بحق رمز وطني بالصدق والوفاء وأنا شرف عظيم لي أن أكون ابنها .
أنا تحدثت عن جونتر جراس ورواياته ولم أتحدث عن أمي سيادة الفريق فاطمة لأن هذه البطلة ليس يمكن أن أعبر عن أحاسيس ومشاعر روحي وقلبي نحوها . الآن أنا فقط أقول أقبل يديك وجبينك يا أمي سيادة الفريق فاطمة أيتها الطاهرة بخيار الوطن بحب هو الأطهر والأنقى .
طبعا قلت لكم أن كتابتي في روايات جراس لي فيها مآرب أخرى يعرفها الراسخون في العلم .
التحية واجبا لك امي سيادة الفريق فاطمة .
بندقية دم تراب خيمة عز راية خضراء فارس ورجال .
أحبك يا أم .
وقالها سيدي :
( فلتذهب الكلاب إلى جيفتها )
#بن نايل
طباعة ونشر : د.علاء القذافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى